بالنظر الى دعم ايران للحوثيين وتصريحاتها و طبيعة مشروعها الاستيطاني في جسم الامة، فإن معركة مارب اليوم هي ليست معركة أمن مارب ولا معركة الجمهورية، وانما هي معركة أمن الجزيرة العربية بل الامن القومي العربي، ضد المشروع التوسعي الاستيطاني الفارسي..

فلم تكن الحوثية الى ذراع من اذرع ايران في المنطقة الى جانب اذرعها في العراق وسوريا ولبنان.. تم مدها بالسلاح والتدريب والخبرات والخطط والاعلام من قبل ايران لخدمة مشروعها. ذلك المشروع الذي جاء في دستورها لتصدير الثورة الاسلامية تحت عباءت الدفاع عن المستضعفين..ويؤيد ذلك الدعم تصريحات مسؤول ايراني بعد احتلال اليمن من الحوثية ان صنعاء اصبحت العاصمة الرابعة..وتصريحات مرشد الثورة الايرانية خامنائي أن اليمن ايرانية. والتصعيد الاخير في هجوم الحوثي على مارب وتصريحات حسن نصر الله في احتلال مارب يأتي في اطار رفع مستوى التفاوض مع امريكا وتحقيق الهيمنة الايرانية في السيطرة على خيرات وثروات العرب في الجزيرة العربية..

ففي مخططهم ليس السيطرة على ثروات مارب، وانما يسعون للسيطرة على ثروات شبوة وحضرموت والجزر ومضيق باب المندب الذي يعد الورقة الرابحة للتفاوض بها مع الغرب..

ولن تتوقف الحوثية عند ذلك فهدف المشروع الايراني السيطرة على كل ما هو استراتيجي وهو نفط الخليج وتغير الاسلام بالسيطرة على الحرمين الشريفين..من خلال الحوثية ودعم حركات لتتمرد على المملكة. بغية تدويل مكة والمدينة وفقا لاطروحات ايران. و من ثم تغيير روح الاسلام الحنيف الذي يعبر عن عبقرية الامة العربية وتقدمها ونهضتها. وفي ذلك قال صدام حسين عند لقائه بمسئولي تحرير صحيفتي الوطن والجزيرة بتاريخ 10/1/1988 ( لو وصل جيش الخميني الى العراق فانهم ليس فقط سيحطمون العراق وانما سيحطمون كل مقدسات العرب التي يصلونها ).

وعن علاقة ايران بإسرائيل قال: سفير ايران في اليونسكوا احمد جلالي لكبير الحاخامات الاسرئيلية الياهو باشك يدورون في مؤتمر عقد بالمغرب عام 1998 أن إيران ليست العراق وأنها لن تهاجم اسرائيل ابدا..

ولتحقيق ذلك المشروع كل الوقائع تقول هناك تخادم بين المشروع الصفوي والمشروع الصهيوني.. فلقد تم الحرب على عراق صدام حسين من قبل امريكا عام 2003. وايصال اذرع ايران لحكم العراق عبر الدبابة الامريكية.. وتوقيع المفاعل النووي الايراني مع امريكي كان من نتائجه اطلاق مخالب ايران ضد عملية التغيير وعدم التحول الى دولة المؤسسات. وتمثل في التسهيل الامريكي للحوثي في السيطرة على صنعاء. وفقا لتصريحات الظابط السعودي انور عشقي على قناة أر تي الروسية.. والموقف الاخر الضغط على الشرعية للقبول باتفاقية استكهولم. ورفع الحوثي من قائمة الارهاب والاتفاقية بين جون كيري وزير الخرجية السابق والحوثيين في مسقط لتفريغ القرار الاممي من مضامينه.. وما الصراع حاليا مع ايران.. الا لارغام ايران في العودة للتفاوض على امن اسرائيل وتقاسم الهيمنه للمنطقة ومن ثم تقاسم الكعكة العربية بين المشروع الايراني والمشروع الصهيوني..

أن سلوك امريكا مع الحوثي اضحى واضحا هو لن يكون بعيدا عن رؤية جون كيري..في افراغ القرار 2216 جاء ذلك في تصريح المندوب الامريكي لليمن ليندر كينج ان لدى امريكا اتصالات خلفية مع الحوثيين..الامر الذي يشير الى سياسة زرع الحوثي ليكون اداة في عدم استقرار اليمن.. والسعي لايجاد له حكم اقليم متمرد عن الدولة في اطار دولة المحاصصة، على غرار لبنان يتمكن الحوثي من اعادة بناء نفسه عسكريا يضعف الدولة وبما يمكنه في مرحلة لاحقة من الانقلاب على الدولة ودعم وزعزعت الاستقرار في المملكة من خلال دعم جماعات داخلية ضد الدولة والتحرك معها لاسقاط الحرمين.. والتحكم بالمنطقة بشكل كامل..

وعليه ينبغي عدم التعويل على امريكا والمبعوث الدولي.. وانما التعويل على وحدة الجيش ودعمه بما يمكن من التحرير وقطع تمدد المشروع الايراني في اليمن والحفاظ على امن دول الخليج العربي...