اليمنيون بطبعهم شعب غير عنصري.. شعب حر سامق كجذع النخلة.. لا يموت الا واقفًا.. نعمل في نفس المجال منذ سنوات.. نمتهن نفس المهنة منذ عقود ومات صديقي ونحن نعرف بعضنا اسمان في عالم الصحافة لكن لم نتقابل ابدا ولم تجذبنا علاقة القرية والقرابة والنسب بل ولم نبحث او نسأل عن هذه العلاقة: " فليس منا من دعا الى عصبية !! "
هكذا مات الزميل إبراهيم شوعي مجاهد عبوس
ابن مدينتي الذي لم أره قط.. وقريب أقربائي وأبناء قريتي، لم أر صورته الا قبل دقائق قليلة عندما علمت بوفاته اليوم في العاصمة المصرية القاهرة.. هذه المدينة التي يحلو لليمنيين فيها الحياة والموت.. هذه المدينة التي لو خضبنا ترابها بالدماء لن نفيها حقها جيلاً بعد جيل!
هذه المدينة التي في عزها عز العرب وفي انتكاستها نهاية العرب الى الأبد..
الفقيد بعد ان سطر تاريخًا في بلاط صاحبة الجلالة سلم الراية نظيفًا متجردا من كل حسابات العرق والقرية والنسب.. سلم روحه يمنياً خالصاً.. وسيوارى جثمانه الثرى يوم غداً الثلاثاء في مقابر الوالد الفقيد عبدالوارث الشميري والد الدكتور السفير سيد الالقاب عبدالولي الشميري في طريق الوحات بعد صلاة الظهر.. اذ لم يعد في قاهرة المعز الأثيرة غير عددٍ قليل من المقابر تودع ابناء اليمن بعد أن شتتهم الحرب وشردتهم الصراعات وأوقفت قلوبهم أنانية تجار الحروب..