;
د. عادل دشيلة
د. عادل دشيلة

الدروس والعبر من معركة مأرب الأخيرة 1043

2021-03-02 20:13:21

 

اغتر الحوثيون بالمبادرات الدولية التي تم إطلاقها مؤخرًا بضرورة إنهاء الحرب، وضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل، وكذلك إعلان غدارة الرئيس الأمريكي بايدن بإلغاء حركة التمرد الحوثية من قائمة المنظمات الإرهابية. فهم الحوثيون هذه الرسائل بطريقة خاطئة وأرادوا القضاء على القوى الوطنية، ومن ثم وضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع. ومن ثم تقول حركة التمرد الحوثية للمجتمع الدولي، نحن مسيطرون على المناطق الشمالية، وأماكن النفط والغاز، والموانئ. لذلك لا فائدة من الحوار مع السلطة الشرعية. عليكم الاعتراف بنا كممثلين للشعب اليمني. ولهذا سارعت الخارجية الإيرانية منذ بداية التصعيد العسكري ضد مأرب بالقول بأنه يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بحكومة صنعاء؛ من أجل تحقيق المصالحة والسلام. أمّا مهرّج الحركة الحوثية المدعو البخيتي فقد خرج وأكد بأن الله أمر جماعته بتحرير قرية مأرب، بحسب وصفه. إضافة إلى ذلك، خرج كاهن طهران من الضاحية الجنوبية وصرخ صرخته المعروفة وأكد بأن معركة مأرب هي الفاصلة.

حسنًا، اتركونا من التركيز على أدوات طهران وتعالوا بنا نتحدث عن هدف التصعيد العسكري ضد مأرب. خرجت صحيفة كيهان الأصولية الناطقة باسم الحاكم الفعلي لطهران بعنوان عريض تؤكد فيه بأن الرد على ضربات الولايات المتحدة في سوريا كان في اليمن، وبحر عُمان- في إشارة للعمليات العسكرية التي يقوم بها حسن إيرلو ضد اليمنيين في اليمن. هذا أكبر دليل على أن الحركة الحوثية مجرد أداة بيد الحاكم الفعلي لصنعاء- إيرلو. 

وطنيًا. كشفت هذه المعركة بأن الجيش الوطني قادر على حسم المعركة لولا الخذلان من قبل القيادة السياسية وممن يقولون بأنّهم جاءوا لنصرة اليمن. أثبتت مأرب بأنّها عصية على الكسر، وأنّها الصخرة التي تتحطم عليها أطماع الإمامة الجديدة، وأنّ الجيش الوطني قادر على حسم المعركة عسكريًا وبأقل الخسائر لو وجدت الرغبة الحقيقية لدى من يرأس الدولة اليمنية. كما أن المعركة الأخيرة أظهرت مدى الانضباط العسكري والأمني للدولة في مأرب، حيث تعاملت مع الموقف باحترافية منقطعة النظير، واستطاعت أجهزة الدولة العسكرية والأمنية وبدعم قوي من رجال القبائل إلحاق الهزيمة بالمجاميع الحوثية المتمردة. لا ننسى بأن قادة التمرد أرسلوا ما يُسمى بكتائب الموت، والحسين، واستخدموا سياسة الجيش الإيراني إبان حربه مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي - من خلال انسياق الواحد تلو الآخر. ولكن، هذه الخطة فشلت- حيث استطاع الجيش التصدي لها وأسر بعض المهاجمين والقضاء على ما تبقى منهم، أمّا من هرب فهذا موضوع آخر.

بالإضافة إلى ذلك، قام الحوثيون بالتعبئة العامة، وسخروا المساجد، والمؤسسات التعليمية والقنوات التابعة لهم، ناهيك عن القنوات العراقية، واللبنانية، والسورية المحسوبة على طهران- بالتغطية الإعلامية للمعركة. لكن، كل هذه الوسائل التي استخدمتها حركة التمرد قوبلت بحاجز صد بشري وثقافي وعسكري من قِبل الاحرار في مأرب، مما يعني أن مأرب لقفت كل سحر الحوثي واستطاعت ان تدفنه في صحراء مأرب وبين سهولها وجبالها الصلبة.

ختامًا، من العبر المستفادة من هذه المعركة: أن القضايا العادلة لا تموت ، وأن الجيش الوطني البطل رغم شحة الامكانات، والتسليح، وعدم صرف مرتباته إلا أنه أظهر عزيمة لا تلين، وتضحية، وفداء؛ من أجل النظام الجمهوري، والدولة الوطنية اليمنية، ومستقبل الشعب اليمني. كما أثبت بأنّه الحارس الأمين على مقدرات الشعب. لذلك، على الحكومة أن تدرك بأنّها حكومة حرب وليست سياحة. كما نطالب حكومة الرئيس هادي بتسليح الجيش الوطني، وتسليم مرتباته بانتظام، والوقوف معه بكل الوسائل. حفظ الله جيشنا الوطني، والنصر لليمن الكبير من المهرة إلى صعدة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد