في كل مراحل التاريخ الحديث وأبين سباقة الى الفعل الثوري ومنبعاً للثورة وسلماً للمجد العلمي والقيادة والريادة.. وكما كانت منبعاً للثورات.. فهي في ذات الوقت مسرحاً للصراعات السياسية.. تختارها السلطات المتعاقبة كساحة تصفية حسابات ما قبل الوحدة وما بعدها. فبعد الوحدة لم يتغير حالها وظلت أبين بؤرة الصراعات وميدانها الملتهب. ويبدو انه قدر لها ان تلعب هذا الدور العنيف.. ربما لجمالها الطبيعي الأخاذ أو لثرواتها الطبيعية أو لموقعها الجغرافي الهام كرابط بين المحافظات الشرقية والجنوبية والشمالية ايضاً. وقديماً قيل إن المرأة الجميلة تدفع ثمن جمالها. لكن ما يحز في النفس وخاصة نفوس أبنائها التي تحترق ألماً على ما يجري لمحافظتهم من كل القوى المتصارع..  ما يحز في النفس هو ان أبين تدفع أثماناً باهظة من أرواح أبنائها وتشرد أهاليها وتدمير بنيتها التحتية وزرع الأمراض الاجتماعية فيها وعلى رأسها الثأر ذلك المرض العضال. ولا أجد سبباً مقنعاً لجعل أبين مسرح عمليات حربية منذ ثورة 14 اكتوبر التي شهدت فيها أبين صرعات مريرة ودماء وأشلاء استمر فيها نزيف الدم بدورات عنف متلاحقة.. ومرور بزمن الوحدة الذي شهدت فيها أبين صراعاً معقداً ابان حرب 2011م لم تشهد ابين مثله من قبل.. وانتهاءً بما يدور فيها اليوم بين الأخوة الأعداء من صراع عقيم فرضته أجندات خارجية وداخلية توافقت جميعها على جعل أبين ساحة لصراعاتها العبثية...  يقتل فيها الأخ أخاه دون وعي لما قتله...؟! اللهم إلا الشعارات البراقة الكاذبة التي تغذي نار الفتنة ولا تسقي المتصارعين شربة ماء. ومع ان المنطق يقول: ان الدولة هي أولى بإدارة البلد ومن يتمرد عليها يجب ان يقمع حتى يذعن للحق.. إلا ان الدولة غابت كثيراً لأسباب كثيرة وترندعت حثالات المجتمع وقوى الشر في الساحة بتغذية خارجية حاقدة.. واستمر الجرح النازف وهنا مصدر الألم...!!  فإين عقلاء القوم مما يجري؟!  والى متى تظل أبين مسرحاً لتصفية الحسابات دون غيرها من المحافظات.؟!