;
شوقي الميموني
شوقي الميموني

*المعنويات من أهم عوامل النصر (5)* 1193

2020-10-24 08:46:11

تحدثنا في المقال السابق كيف حافظ الإسلام على معنويات الجيش والمجتمع بعد الحرب لماله من أهمية في تحفيزهم وابقائهم على اهبة الإستعداد لاي طارئ،
كان ذلك هو العنصر الأخير الذي أنهينا به شرح العامل الأول الرافع المعنويات.
سأضع لكم الرابط في الأسفل لمن اراد الرجوع اليه. 
سنتحدث في هذا المقال ان شاء الله عن العامل الثاني الرافع لمعنويات الجيش والمجتمع. 
2- *القيادة* 
القيادة الكفؤة المتميزة من العوامل المهمة في رفع معنويات الجيوش والمجتمعات، 
 والقيادة المتردية الضعيفة تحطم المعنويات.
ولابد ان أشير هنا الا أن القيادة لا تقتصر على الجوانب العسكرية فحسب (ولو أن القيادة في الحرب يترتب عليها كسب أو خسارة المعركة) بل أن القيادة تشمل كل نواحي الحياة المختلفة، 
مثلاً القيادة السياسية، والقيادة في الجوانب الإدارية والقيادة الفكرية والقيادة في مجال التصنيع حتى أنها تشمل قيادة العائلة، 
فإذا كان كل أولئك القادة موضع ثقة من قبل رعيتهم فإن معنويات تلك الرعايا بخير، والا فاقرأ على المعنويات الفاتحة.
هنا يتبادر إلى اذهاننا السؤال التالي، 
 *كيف يصبح القائد موضع ثقة رجاله؟* 
صفات القائد ليست متاحة لدى الجميع، فالقائد لديه صفات بعضها خلقت معه (فضل من الله ونعمة) وبعضها يكتسبها من خلال التعلم والتعامل والخبرة، 
وسنذكر هنا بعض الصفات التي يفترض وجودها لدى القائد.
فالقائد يجب أن ينسى نفسه لأجل رعيته،
والقائد يتوجب عليه فعل ما يقول وينفذ أوامره على نفسه قبل أن يطالب غيره بتنفيذها، 
كذلك يتوجب على القائد أن يكون ملماً بواجباته عالما بها، نزيها كل النزاهة يتحلى بالخلق الرفيع وحريصا على أداء أعماله كل الحرص بأمانة وشرف،
القائد سريع البديهة قراراته مدروسة وقابلة للتنفيذ. 
 القائد يتحمل المسؤولية ولا يحاول إلقاء تبعاتها على الآخرين،
 القائد يتبادل مع رجاله الحب والثقة، يعرف قدراتهم ومزاياهم فيولي الرجل المناسب العمل المناسب دون تحيز أو انحراف. 
القائد مبادئه ثابته ومعروفة وسليمة يؤمن بها إيمان عميق وليست له شخصية مزدوجة،
القائد حريصا على مصير من يقودهم يضحى بمصالحه من أجلهم ولا يضحي بهم من أجل مصالحه. 
القائد يساوي نفسه برجاله في حياته الشخصية ولا يستأثر دونهم بالغنم، ويلقي بالغرم عليهم،
القائد شخصيتة قوية نافذة، ورأيه واضح وقرارته سليمة،
لا يكل ولا يمل من العمل، يتمتع بسمعة طيبة.
مثل هذا القائد، يسير رجاله معه حتى الموت عن طيب خاطر ودون تردد.
ومثل هذا القائد، يرفع المعنويات إلى عنان السماء.
ومثل هذا القائد، يقود رجاله إلى النصر بسهولة ويسر.
كان الرجال تحت قيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه يفعلون الأعاجيب في ميدان القتال، ذلك لأنه فرض عليهم هيبته واحترامه وكان في نظرهم قائد يتمتع بكل الصفات القيادية التي ذكرناها ، 
وصدق الله العظيم: " ولينصرن الله من ينصره، ان الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض، أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور".
في هذه الآية الكريمة، صفات القائد المنتصر، بأسلوب رائع معجز، ولكنه شامل كامل.
وقد قرأت كتب إدارية حديثة تدرس في الجامعات تتحدث عن صفات القائد المنتصر ولم أجد فيها ما شتملت عليه هذه الآية من الروعة والدقة والإيجاز والشمول.
ومن كان يظن أن القائد يستطيع إخفاء حقيقته فهو وأهم فحقيقته عند من يقودهم مكشوفة وقدراته معلومة، 
وما استيقاض الشعوب العربية خلال العقد الماضي واشعالهم ثورات تغييرية الا لمعرفتهم حق المعرفة حقيقة قادتهم.،، 
بهذا نكون قد أكملنا الحديث عن العامل الثاني الرافع للمعنويات وسنتحدث في المقال القادم بإذن الله عن العامل الثالث. 
في أمان الله

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد