سألتني باحثة سياسية يوماً لماذا اخترت الإصلاح دون غيره.. فأجبتها بتلقائية أنه الحزب الذي سبق الآخرين بإستقطابي.. وهي الحقيقة أن الكثيرين جنوبا انتظموا وانتسبوا للإصلاح كونه الذي سبق الجميع بإقناع الناس بقيمه ومبادئه التي يحملها.. وصدق القيم الوطنية التي يتمتع بها قادته ومنتسبيه.
الإصلاح ليس ملاكا نزل من السماء وليس معصوما من الأخطاء.. ولكن مسيرة تجربته السياسية تبعث برسالة قوية أنه الأقوى في مواجهة عواصف التغيير السياسية.
لم يستطع خصومه تطويعه ولا حرفه عن مساره ولا تمزيقه بل لم يقبل الارتهان ولم يتنازل عن وطينته ولم يساوم على بلده..
ولذلك انطلقت كل سهام العداوة نحوه...ورأينا اليوم وطيلة خمس سنوات على رغم جسامة التضحيات الميدانية التي يقدمها الإصلاح.. إلا أن شدة العداوة أتحدت نحوه وتصدرت دول لمعاداته مخالفة لكل القيم السياسية..
رأينا كيف قررت الإمارات ممارسة أساليب الاستئصال ضد أنصاره ومنتسبيه خصوصا في عدن.. بدون مبرر أو خصومة سابقة.. وذهبت لاغتيال قادته وأعضائه.. وذهبت أبعد من ذلك بتصوير الإصلاح وكأنه المدرسة الأولى لجماعات العنف..
وفوق كل ذلك لم تستطع كل تلك الخصومة أن تنال من الإصلاح وسمو قيمه ومبادئه واستطاع الإصلاح ان يواجه كل تلك الحملات قوياً عنيداً عازما على مواجهة كل وسائل أضعافه.
الإصلاح مد يده للجميع بوضوح في معركة استعادة الوطن وشرعيته في مواجهة العدو الحوثي والاطماع الإيرانية في المنطقة.. لم يبدل الإصلاح هدفه ولا عدوه.. رغم كل شيء بل بقي متمسكا بكل صلة تربطه بتلك الأهداف حتى مع مناوئيه.
صبر الإصلاح في معركته وكفاحه رغم ما ناله من الأذى الشديد.. مؤمنا بأن معركته اليوم تقتضي منه لأجلها أن يتحمل صلف القريب.. وإيذاء الحليف.. وتآمر الشريك.. قبل أن يتحمل عبث الخصوم ومؤامرات العدو..
هي سنة الله ماضية كلما مر عام على تأسيس الإصلاح وتقدم الإصلاح في العمر كلما استطاع أن يتعلم أمورا ومستجدات في الساحة بمختلف ميادينها تجعله أكثر قوة وأكثر تماسكا وأكثر فهما لواقع معركة اليوم.. ولا نشك أبدا أن الإصلاح كما بدأ وولد عظيما فإنه سيبقى عظيما.. وسيدرك الجميع حقيقة مواقف الإصلاح التي لم تنحرف يوما عن مساره.
*رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح بعدن