إتفاق الرياض، هو إتفاق المصالحة الذي جرى بوساطة سعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، وجرى التوقيع عليه في الرياض، في 5 نوفمبر 2019، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي عهده محمد بن سلمان، والرئيس عبدربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي.
مثّل الحكومة اليمنية في توقيع الاتفاق سالم الخنبشي، فيما مثّل المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي.
منذ توقيع الإتفاق المذكور وأنا وغيري نتابع نتائجه على الأرض، غير أن نتائجه مثلت صدمة سياسية وأخلاقية من خلال الإلتفاف على نصوصه ورفض وتعنت الإنتقالي تنفيذ أي بند من بنوده!.
حاولت الشرعية تنفيذ بنود الإتفاق بكل الوسائل المتاحة استنفذت كل الأسباب السلمية حتى وصلت طريق مسدود لجأت بعدها مرغمة إلى إستخدام القوة لتنفيذه، اشتعلت الحرب بين قوات الشرعية وقوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة عضو تحالف دعم الشرعية للأسف!
كادت قوات الشرعية أن تحسم المعركة، لكن الأيادي الخفية دائما ما تظهر في مثل هذه المواقف بثياب الواعض والمشفق والحريص على المصلحة العامة.
فوجئنا في 29 يوليو 2020م بموافقة رئيس الجمهورية على إتفاق جديد يسمى آلية تسريع إتفاق الرياض بعد إدخال تعديلات جوهرية على الأول لصالح الإنتقالي فرضتها السعودية وضغطت على الرئيس الموافقة والتوقيع عليها.
تفائلنا وضغطنا على جراحاتنا وقلنا إن تنازل الشرعية بمثابة نوايا حسنة ورغبة أكيدة لحقن دماء الأخوة، لكن يبدو أن ظاهر الموضوع غير باطنه!
ليس لتقريب وجهات النظر وليس للمصلحة العامة كما يصرحون بقدر ما هو استدراج للشرعية لايقاعها في فخ التنازلات المشروعة والموثقة بإتفاقيات موقع عليها رئيس الجمهورية!
بعد كل تلك التنازلات والمداراة والمراشاة وطرح جيهان الله على الانتقالي وكفيله يبدو أن الأمر لم يرق للأيادي الخفية!
هاهو الانتقالي يتمرد على تنفيذ بنود آلية تسريع الإتفاق الجديد برفضه لتنفيذ الإتفاق وتصريحاته وتصرفاته التي تدل على ذلك.
أخيرا إقدامهم على خطوة متقدمه نحو المجهول باستدعاء مايسمى بلواء القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب التابع للانتقالي الذي يقاتل في الحد الجنوبي (جيزان) للعودة إلى عدن.
من المؤكد انكم تتابعون أخبار الاشتباكات في أبين بين قوات الشرعية وميليشيات الانتقالي.
يبدو أن شبح الحرب قادم!
تذكرت مقال قصير كنت كتبته العام الماضي قبل التوقيع على إتفاق الرياض الأول اليكم نصه.
(التفكير خارج الصندوق)
الإمارات لن تتخلى عن مشروعها في اليمن بهذه البساطة! انسحابها من اليمن انسحاب صوري إعلامي أكثر منه انسحاب حقيقي.
الشرعية اليمنية لا تشرف عليه ولا يوجد تنسيق بينها وبين دول التحالف كما صرح بذلك مصدر حكومي!
الإنسحاب الصوري لمصلحة الإمارات تخفيفاً للضغط الحاصل عليها دولياً ومحليا وحتى مجتمعياً!
الموافقة على اتفاق جده والرضا بالقليل ليس تراجع عن الهدف الرئيسي للإمارات (تقسيم اليمن والسيطرة على مقدراته ونهب خيراته).،
موافقة الإمارات على اتفاق الرياض ما هو الا تبييض صفحة ميليشياتها وإعادة احيائها من جديد ووسمها بالشرعية اليمنية بعد أن ظهرت حقيقتها وبانت عورتها وفقدت مصداقيتها.
اتخيل كيف ستكون صياغة الأخبار في الإعلام المحلي والدولي بعد التوقيع على اتفاق جده؟ وماذا سيقول الإعلام في حال الاختلاف بين الشرعية وميليشيات الإمارات الذين وقعوا الاتفاق؟
من المؤكد أن الإعلام الدولي سيقول أزمة سياسية بين طرفي الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً..
وسيقول صدام مسلح بين وحدات تابعة للحكومة الشرعية..
اعتقد هذا ما يريدون الوصول إليه!
ثم بعد ذلك لكل حادثة حديث..)
