كل قيادي أو مسؤول سواء كان سياسيا أو عسكريا او إقتصاديا أو اجتماعيا هو معرض للنقد بقدر ما يراه الناقد من أخطاء مورست من هذا القائد أو ذاك ، وهذا حق مشروع للناقد على شرط أن يكون النقد خاضعا لشروط النقد البناء والإيجابي ، وغالبا ما يكون النقد الفعال مبني على لغة أكثر مرونة واتزانا وخارج منطق العدوانية.
قيادات تعز ومسؤوليها كغيرهم من القيادات والمسؤولين معرضون للنقد سواء كان ايجابيا أو سلبيا ، نقدا بناءا أو هداما ، وهم بشر يخطئون ويصيبون ، يعتريهم النقصان في الأفعال أو القرارات ، وعليهم تقبل ذلك النقد بروح ديمقراطية تسامحية ، وعلى الناقد ايضا أن يكون نقده موجَّهاً للفعل او لما يراه خطأ وليس لمن قام به او للتعريض بالشخص.
ما يحدث أن هناك هجوم تتعرض له الكثير من قيادات تعز او ما يسمى بالنقد العدواني ، ومحاولة تسفيه او تقليل أو شيطنة في الكثير من الأحيان ، سواء في هذا التيار أو ذاك أو في هذه الجهة الحكومية او تلك ، بقصد أو بغير قصد يخرج الأمر من اطار عملية النقد البناء للأفعال والأخطاء الى محاولة النيل من الأشخاص.
فمثلا النقد الذي يتعرض له القيادي في المقاومة الشعبية سابقا والجيش الوطني حاليا العميد عبده فرحان المعروف " بسالم" من البعض لم يعد نقدا ايجابيا ، بل اصبح يندرج في إطار الهجوم الغير مبرر ومحاولة شيطنته والتقليل من قدراته ليست لأهداف بريئة او لعملية تقويم صحيحة ، وإنما قد يفهم منها انها تندرج ضمن اجندة غير وطنية.
أنا هنا لست بصدد الدفاع عن "سالم " رغم أن ذلك من حقي ، وسبق وأن انتقده في بعض المواقف التي كنت ارها انها على خطأ ، لكن ليس من حقي أو غيري التشكيك بقدراته العلمية ، والإدارية ، وكفاءته في ادارة المحافظة أو غيرها ، فذاك متروك لقانون شغل الوظيفة العامة ، فهو من يحدد إن كان هذا الرجل كفؤا أو غير ذلك ، والعميد " سالم" كغيره من المواطنيين اليمنيين الذين سمح لهم القانون بالتقدم بطلب شغل الوظائف له الحق في تقديم طلب شغل منصب المحافظ او حتى وزير او رئيس وزراء أو أي وظيفة أو منصب يرى أنه الأقدر والأجدرفيه وفقا لقانون ومعايير شغل الوظيفة العامة والوظائف القيادية.
فلماذا الإنزعاج من ذلك؟. ولمصلحة من يتم ضرب القيادات ونسف ادوارهم القيادية.؟
فلو لم يكن سالم قائدا يتصف بالكفاءة والنجاح والقدرة والحنكة الى جانب قادة أخرين وهم كثر ، لما افشلت تعز 13 لواءا عسكريا وكتائب الموت والحسين وهلما جرا ، ولما وقف حزبه خلفه كل هذه الفترة ، ولما وثق به الآخرون واتمنته الحكومة والرئاسة على الإشراف على معارك تعز.
قد يخيل للبعض اني مدفوع في هذا الطرح ، فانا لا أعبر الا عن وجهة نظري الشخصية ولا أكتب الا ما أنا مقتنع به ومؤمن انه الصح حتى وإن راءه الأخرون خطأ.