يحتفل العالم كل عام بعيد العمال العالمي في الأول من مايو منذ العام 1889 عندما افتتح مؤتمر النواب الاشتراكيين الدولي في العاصمة الفرنسية باريس أعماله، وقرر تحديد الأول من مايو عيدا مشتركا لجميع البروليتاريين في العالم، وفي هذا اليوم من عام 1890 بادر العمال في أميركا وأوروبا بتسيير مظاهرات كبيرة للاحتفال بنجاح كفاح العمال الذي كان قد بدء في عام 1986 في مدينة شيكاغو الأمريكية للمطالبة بتحديد ساعات العمل بثمان ساعات يومياً ليولد بذلك عيد العمال العالمي.
يصادف اليوم الجمعة الأول من مايو عيد العمال في ظروف عالمية وعمالية بالغة التعقيد بسبب وباء كورونا وما أحدثه من تعطل لمختلف جوانب الحياة في بلدان العالم كان لطبقة العمال النصيب الأكبر منه فملايين العمال توقفوا عن العمل بسبب إغلاق المصانع وتوقف معظم الأنشطة التجارية حول العالم
وبحسب تقرير جديد لمنظمة العمل الدولية، فإنه من المتوقع أن يشهد العالم تقليصا في الوظائف لنحو 200 مليون من الموظفين بدوام كامل في الأشهر الثلاثة المقبلة فقط بعد فرض إجراءات الإغلاق الكامل أو الجزئي في العديد من الدول، وما حمله ذلك من تأثير على نحو 2.7 مليار عامل، أي 4 من بين كل 5 من القوى العاملة في العالم.
إن معاناة العمال سابقة لجائحة كورونا بسبب التعقيدات والإجراءت لبعض أرباب العمل وعدم التزامهم بواجباتهم وحقوق العمال خصوصاً مع إرتفاع معدل البطالة في العالم بصورة كبيرة التي وصلت بداية العام قبل أن يتفشّى كـوفيد-19 في العالم 190 مليون شخص بحسب تصريحات مدير منظمة العمل الدولية.
وجب علينا في هذا اليوم الوقوف والتعاطف النفسي والإجتماعي مع طبقة العمال وهم يعيشون أسوأ مرحلة في تأريخهم كما يتعين على رؤساء العالم وأرباب العمل تقديم الدعم المالي والتعويضات اللازمة للعمال لمواجهة متطلبات الحياة وقوف بإجلال وتقدير للعاملين الذين يعملون بكل جهد واخلاص لتحقيق التنمية ورفع مستوى الاقتصادات في كل بلدان العالم.