"تحية إباء مأربي يأتيك كل يوم على شكل صناديق ضاقت مقابر صنعاء بمواراة محتواها..
أما بعد..
لا يغرنك أن سيدك قد جمع ما بقي في جرته من الثعابين وألقى بها نحو مأرب، طمعاً في إطفاء آخر ضوء جمهوري ينبعث منها، فو الله أن هذا الحلم قد راوده حين كانت قوته الباغية في أوج عنفوانها، وفي النهاية خذله الله وعادت إليه قواته في هيئة فلول مذعورة جردها البأس من الأمل ومن الكرامة أيضا..
يا بخيتي..
اعلم أذلك الله، أن الدولة التي صنعها المأربيون قديما كانت قدر آبائك وأجدادك رغم أنوفهم، وأن الدولة التي يدافع عنها أحفادهم اليوم ستكون قدرك أنت وسيدك رغم أنوفكم، واحذر أن يستخف بك الغرور وتزل بك الأوهام فتظن بأن يقبل هؤلاء بوضع مصيرهم ومصير اليمن بين يدي عصابتكم كما فعل الجبناء من المذعنين لسلطتكم القائمة على مطامع أنظمة تتخذ من المثالية وسيلة للتدليس، وإن كنت تعلق ما بقي في جوفك من آمال الظفر بمأرب على ما يحدث حاليا من تجاذبات فاعلم أن فناء مشروعكم القبيح يحتاج للقليل من الضجيج والكثير من الأقنعة المتساقطة معه..!!
اسمع يا هذا..
في مأرب يقف الآلاف من الشرفاء على طريق المقاومة وهم يعلمون جيداً أن خناجر الخائن الذي يتعقبهم لا تقل عن سهام ذلك المأجور الذي يترصدهم، مع هذا فإنهم يمضون قدما حاملين أرواحهم على أسنة رماحهم، تماما كما يفعل من يؤمن بأنه قدر الله في أرض شاء لها خالقها أن لا تضيع داخل سراديب اللصوص من أمثالكم.."