لفت انشقاق قيادي في القوات التابعة للعميد/ طارق محمد عبد الله صالح، إلى الوضع الذي أضحت تعيشه جبهة الساحل الغربي منذ ما يقارب السنتين.
كانت تلك القوات تتجهز لمعركة تحرير الحديدة ومينائها من سيطرة مليشيا الحوثي. لكن المعركة تأجلت، ودخلت في إطار مفاوضات عبثية برعاية المبعوث الأممي مارتن غريفيث.
ورغم امتلاك تلك القوات بكافة تشكيلاتها، والتي جرى توحيدها مؤخرا بقيادة مشتركة تتبع التحالف، آليات عسكرية ضخمة وحديثة مدعومة من دولة الإمارات، إلا أنها كما يبدو تدخر مخزونها الهائل لبناء ملكية عسكرية خاصة.
احتفل الحوثيون بانشقاق العميد، سمير رضوان، قائد لواء أبو موسى الأشعري، ومقره منطقة الخوخة الساحلية ـ التابع للعميد طارق، مؤكدين عودته إلى "حضن الوطن".
وهذه ليست المرة الأولى، التي ينشق فيها ضباط منضوون في قوات العميد طارق، بل سبقها انشقاق العشرات من الضباط والجنود، وانضمامهم إلى الحوثيين، أخرهم، النقيب، مجاهد محمد حزام، الذي عمل في حراسة نجل صالح، العميد أحمد، وفقا لتصريح سابق للقيادي الحوثي محمد البخيتي.
وأفادت مصادر عسكرية بأن ألوية العمالقة تتعرض إلى خيانات متلاحقة وهروب وسرقة دوريات وآليات منذ عملية دمجها الأخير.
كما أشارت إلى هروب أكثر من 150 ضابطا وجنديا من معسكر أبو موسى الأشعري إلى جبهات مليشيا الحوثي.
لكن المصادر الإعلامية التابعة للعميد طارق، ذكرت رواية آخرى لعملية الهروب الأخير، إذ أرجعته إلى "إختلاسات ومخالفات". غير أنها لم توضح بقية القصة، فالعدد كبير جدا، وربما تشهد الجبهة المزيد من الانهيارات.
وبحسب القيادي الحوثي، محمد البخيتي، ثمة آلاف يعتزمون العودة إلى صنعاء، مؤكدا ان قيادات كبيرة بدأت بالتنسيق معهم للعودة.
وفي مهرجان الاحتفاء الذي نظمه الحوثيون في صنعاء، قال العميد المنشق، سمير رضوان، إن "ما يجري في الساحل الغربي هو عملية بيع للوطن".
مؤكدا أن طارق صالح والإمارات "قسما البلاد، ويستخدمان البشر كالعبيد في الساحل الغربي".
أشارت المليشيا في ذات المهرجان إلى ما اعتبرته "زيف إدعاءات العدوان"، تبدو واضحة، وهي من دفعت كثير من الضباط والجنود إلى الانشقاق، كما هي أيضا عمليات الاختراق التي تشهدها جبهة الساحل الغربي.
إلا أن الصورة، ليست كما يصورها الحوثيون تماما، فقد عرضت مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لمظاهر الصرف الباذخ، وكمية الاهتمام البالغ في جبهة مدعومة أصلاً من دولة الإمارات.
على سبيل المثال، ظهر العميد، طارق محمد عبدالله صالح، يوم الأحد الماضي، وهو يكرم مجموعة من جرحى الساحل الغربي العائدين من خارج الوطن، حيث كانوا يتلقون العلاج.
وشمل التكريم تسليم كل واحد منهم مفتاح سيارة، مع شهادة تقديرية، كما وجه المعنيين باستمرار رعايتهم واستكمال علاجهم وترتيب أوضاعهم.
وبالمقارنة مع جرحى الجيش الوطني، تبدو كمية المفارقة الهائلة، حيث تعفنت جراحاتهم، وتم حرمانهم من أبسط الخدمات الصحية الضرورية داخل البلد.
وجرى تنظيم وقفات احتجاجية عديدة للفت انتباه الحكومة الشرعية إلى وضعهم البائس. لكن من يهتم، بعد ان تطاول الفساد كثيرا في أروقة الحكومة.
يأتي ذلك، فيما كانت جبهة نهم المطلة على صنعاء، من أكثر الجبهات التي طالتها غمزات الناشطين وتساؤلاتهم المتكررة عن سر توقف المعركة.
وبالنظر إلى ما يجري في الساحل الغربي، تتكشف حقائق أخرى للإرادة المغيبة لدى التحالف.
ويأتي عدم استكمال معركة الساحل الغربي، في هذا السياق، رغم فوارق الدعم والإرادة المدفوعة بنهم السيطرة على موانئ استراتيجية في الحديدة.
قوات العميد طارق محمد عبد الله صالح تتحين الفرص لمعارك حسب الطلب. حاليا يعد السيطرة على ميناء المخا والمرابطة في ساحل تعز لاستكمال مهمة أخرى خارج إطار الشرعية.
وتشير مصادر حقوقية إلى جرائم منظمة هناك، تشمل جرائم القتل والتصفية والإخفاء القسري والتحرش الجنسي.
ويقول الصحفي " محفوظ البعيثي" إن من يدير مديريات تعز وبعض مديريات الحديدة في الساحل الغربي، ضباط من الاستخبارات الإماراتية ومن استخبارات ما يسمى "حراس الجمهورية ".
وإلى جانب الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي على تعز من منفذها الشرقي والشمالي، يهدد "حراس الجمهورية" المدينة من الجانب الغربي.
لا يستبعد مراقبون من تحرك القوات المدعومة من الإمارات في أي لحظة للسيطرة على المدينة على غرار ما جرى في عدن، خاصة بعد التوترات الأخيرة في منطقة التربة.