فيديو فهد الشرفي- المعبر عن حنينه لريحة البلاد، التي سلمها زعيمه للجائحة الحوثية، وبعد مقتله طرد منها، وعليه أن يعرف من أضاع وطناً؟
وكيف سيعرف وقد قضى عمره ذنباً للنظام مدافعاً عن فساده وظلمه واستبداده، النظام الذي أسقط في ثورة شعب حر باحث عن الكرامة والسيادة، وسقط سياسياً عندما سلم البلد ومقدراته وصمام أمانه الأمني والعسكري للإمامة (الحوثية), ووقع في شر ذكائه، معتقداً أنه قادر على العودة ليحكم ولازال الشرفي ومن معه من الأذناب يعيشون هذا الوهم.
لا يخجل هذا الرجل ومن معه من الواهمين أن يتحدثوا عن الجنوب، وهم الشر المستطير الذي ناله..
لا أعتقد أن الشرفي قد اتجاه الوحي في المنام وعرف الحق وأنه كان مخطئاً في مواقفه ضد الجنوب والجنوبين وسنوات من التهميش والإقصاء والظلم والنهب الذي كان يديره عفاش، لكن الحقيقة أن الشرفي وغيره من الأذناب لا يعتدلوا ولن يعتدلوا سيعيشون أذناباً مهما اختلف الحيوان الذي يحملهم ويحركهم.
هل للشرفي وعي وطني يمكن أن نخاطبه من خلاله، ليراجع مسيرة نظام الزعيم وأضراره على الوطن، من فخاخ البلد بمزيد من المشكلات المعيقة للحياة، وترسيخ المناطقية والطائفية، ليكونوا جزءا من حلول اليوم التي تعالج مشكلاتهم بالأمس وسياساتهم العقيمة..؟ هل يمكن أن يرتقوا وينشغلوا بوطن، وينسوا مصالحهم وينتصروا على أنفسهم الأنانية، ويراجعوا كل مبرراتهم ودسائسهم التي فخخت البلد بالصراعات وبررت الانتهاكات الوطنية للسيادة والإرادة من قبل أصحاب الأموال وتجار الحروب والعصابات والدوائر الاستخبارية العالمية والإقليمية، وجعلوا من الوطن ممراً لكل مؤامراتهم وقذارتهم..؟ هل ممكن للشرفي وأمثاله أن يكفّروا عن أخطائهم، ويتخلوا عن السلبية القاتلة التي منعتهم من إطلاق ألسنتهم بنقد بنّاء ونصيحة أو إشارة حينها مع كثر الأخطاء والجرائم ارتكبها نظام عفاش، ويتحرروا من خدم بلاط السلطان، ومباخره وطبوله، ليكونوا أحراراً ليتذوقوا طعم الحرية، ليرتقوا لمستوى المحترمين بوطن يرفع من شأنهم، كداعمين لدولة وطنية حرة ذات سيادة وإرادة، قادرة أن تنافس بقوة في المنطقة والعالم لتنهض وتتطور.
هل يستطيع الشرفي وأمثاله من الأذناب الذين لم يعتدلوا بعد، أن يفصحوا عن مشروعهم، مع احترامنا لكل من اعتدل واعتذر، وصالح نفسه وقيمها وعرف الحق وهو اليوم في صف الحق، صف الدولة الضامنة للحريات والمواطنة، الحافظة للسيادة والإرادة الغير مفرطة بالأرض والعرض والكرامة والعزة.
عن أي مشروع سيتحدثون وهم مع الإمارات وأطماعها، وهل ممكن أن يسمح لهم الشرفاء بتنفيذ مخططهم مهما كانت القوة التي بحوزتهم والمال الذي ينثرونه في مجتمع يكاد يعاني المجاعة، وأنهم مجرد جماعات لا يمكن أن تمثل كل الجنوب ولا كل الشمال، جمعتهم مصالحهم وأوهامهم، ومال الحرام، مما جعل منهم مجرد عملاء وبائعين لوطن وسيادته وعزته وشرفه.
وما الأخوان والإرهاب مجرد عبارات لتبرير ما يمكن تبريره، هي امتداد لسياسة عقيمة خبرناها في عهدهم البائس، لا تبني ولا توحّد ولا تلم وتجمع، بل تدمّر وتخرّب وتشق وتمزّق، هي سياسة خلط الأوراق والفشل وبيئة قذرة تهيئ للإرهاب الفكري والنفسي، وترسخ الكراهية والعنصرية، وتشطر البلد لكنتونات، وتشق النسيج الاجتماعي والسياسي، وتدمر المجتمع بمزيد من الخصومة الفاجرة، والتناحر وانتهاك الحياة العامة والسلم الاجتماعي.
طبعاً الجنوبيون والشماليين معاً في معظمهم يدركون معنى" فيدو" الشرفي المدسوس والمسموم، بل المدفوع الثمن، للتحريض ضد الشرعية، وتبرير انتهاكات الإمارات والتحالف، والقصف السافر الذي طال الجيش الوطني وراح ضحيته أشرف وأنبل الرجال، ويعرفهم الشرفي جيدا، كما يعرف من يعيق تحرير صنعاء والحديدة والمناطق الأخرى، ويعرف نوايا التحالف الخفية لأنه جزءا من أدواتها مهما رفع صوته ونطق بعبارات معسولة وشعارات وطنية يراد بها تمرير مخطط أطماع أسياده وهو يؤدي مهمة مدفوعة الثمن.