كلما قهرتنا الحياة وساعدتها ظروف الحرب اللعينة والحصار الألعن على مدينة تعز وشبابها الرياضي تحديداً، يُسخر لنا الله سبحانه وتعالى رجالاً يُعيدون الطاقة والحيوية والنشاط لأوردة وشرايين لاعبيها، من خلال ضخ الدماء لقلوبهم المتوقفة عن النبض والخفقان عبر دعمهم السخي لاستحداث ملاعب جديدة والعمل على تجهيزها والصرف على العديد من البطولات فيها، جعلت الكثير من شباب أندية المحافظة يعودون تدريجياً لمُداعبة معشوقتهم (كرة القدم) من جديد من جهة، وأعطت بالمقابل الضوء الأخضر لأكثر سكان تلك الأحياء بالعودة رويداً رويدا لبيوتهم ومحلاتهم التجارية من جهةً أخرى، فالرياضة حياة وأمن وأمان وشعوراً بالطمأنينة والاستقرار.
فمن ملعب حول الشجرة بباب موسى، ومن قبل اربع سنوات، تنطلق أولى شرارة عودة النشاط الرياضي لمحافظة تعز عبر دعم الأستاذ أنور الشميري، مروراً بملعب المدرعات بحي الكوثر عبر دعم الشيخ طارق الحالمي والشاب النبيل عمار العديني، ووصولاً لملعب الكابتن عبد العزيز القاضي بحي صالة بدعم الشيخ طارق الحالمي والأستاذ أنور الشميري، وانتهاءً بملعب العمار بحي وادي المدام بدعم ابن مهيوب العديني حفظه الله ورعاه.
وعلى اختلاف أو اجتماع أو تفرد ثلاثي الدعم الرياضي بمدينة تعز بكل البطولات على تلك الملاعب وإنفاقهم على العديد من البطولات فيها، فقد أسدوا جميلاً ومعروفاً وخدمة إنسانية بغض النظر عن الجانب الرياضي، فقد أعادوا الحياة لسكان تعز بعودتهم لإحياء أحيائها وشوارعها وأسواقها، بعد أن كانت الحياة تتوقف فيها عند السادسة مساءً، وإن اضطرتك الحاجة للخروج بعد تلك الساعة، خرجت لمدينة أشباح، لا تسمع فيها إلا صوت الرياح ولا ترى حتى يدك وهي أمام عينيك بفعل الظلام الدامس وخلو البيوت من ساكنيها.
من هنا أدعو كُلاً من الأستاذ أنور الشميري، والشيخ طارق الحالمي والشاب النبيل عمار العديني، لوضع أيديهم بيد ايمن المخلافي مدير عام مكتب الشباب والرياضة والكابتن محمد القدسي، رئيس اتحاد كرة القدم بالمحافظة، لأحياء ملعب الشهداء من جديد، وجه المدينة وتاريخها الرياضي العريق، بمنع العبث به من أبناء الأحياء المجاورة وتخصيص حارس امني للملعب، للمحافظة على ما تبقى من هيبته وتاريخه الحافل بالعديد من المناسبات والذكريات من جهة، وتنظيم جدول لتمارين الأندية للاستعداد للبطولات القادمة و أولاها بطولة طيران بلقيس الذي طال انتظارها من جهة أخرى.
الأمر متروك لكل تلك الأسماء المحترمة إضافة لنائبي مكتب الشباب الكابتن نبيل مكرم والكابتن فيصل اسعد، ورئيس اللجنة الرياضية الكابتن نوفل أمين، وبقية أعضائه، للتشاور والجلوس على طاولة المصلحة الحقيقية لثورة رياضية صحيحة تُعيد رياضة تعز لمسارها الطبيعي، والله من وراء القصد.