ثمة من يراهن على ما بات يشاع بحوار جدة بعد أحداث عشرة أغسطس الفائت بعدن..
يعتقد كثير من النخب الجنوبية المناهضة للشرعية بأن طرفاً رئيسياً في التحالف العربي، بثقله سيمارس ضغطاً على الرئيس (هادي) للقبول بمبادرة أو تسوية على وقائع سلطة الأمر الواقع في عدن بعد السيطرة على مقار الدولة في العاصمة المؤقتة عدن..
رغم صمت الرئيس (هادي) إلا أنه يفكر جيداً وبهدوء..
طبيعة الرجل لا يحب الإسهال في الكلام ولا التصريحات الصحفية، لكنه عنيد في قراره وصلب في مواقفه مهما كان حجم الضغط عليه واستخدام أساليب ملتوية لمحاصرته..
لأنه يعي أنه لمجرد قبوله بالحوار أسقط مشروعية المرجعيات الثلاث والقبول بتسوية جديدة تشرع لسلطتي الأمر الواقع في عدن وصنعاء وكل ما بني من مشروعية دولية منذ أكثر من أربع سنوات..
لذلك تمسك بما ورد في بيان خمسة سبتمبر للدول الراعية للتحالف العربي لدعم الشرعية.. وربط أي حوار بعودة الأوضاع في عدن إلى ما قبل 8 أغسطس 2019م ؟؟؟!
ولعل المتغيرات العسكرية في محافظة شبوة وأبين في سبتمبر وما رافقها من تحركات شعبية واسعة للاحتجاجات في الخارج والداخل عززت الموقف الرسمي لمنظومة الشرعية وأعطت حافزاً معنوياً كبيراً في أوزان قوة الثقل العسكري وحواضنه الاجتماعية للتمسك بالدولة والجمهورية واليمن كهوية في مواجهة مشاريع التمزق المدعومة من طرف إقليمي يعمل داخل التحالف العربي.
وبرز هذا الموقف في الخطاب الرسمي وفي المحافل الدولية، مما ساعد في خفض وتراجع تحشيدات ونشاط الأطراف الظاهرة والكامنة المناوئة للشرعية والدولة الجامعة في اليمن ...
ولعل التطورات في عدن وأبين ولحج، كشفت الجهة الممولة والداعم الرئيسي أمام أنظار العالم والدوائر الاقليمية والدولية المخطط الخفي الذي ترعاه ابوظبي لليمن ...!!
اثارت نزعة شديدة للثقل السكاني في عموم اليمن بمختلف تياراتهم لإعلان صمودهم ومقاومتهم في فعاليات رسمية كان آخرها فعاليات سبتمبر في ذكرها الـ 57 وتواصل الاحتجاجات في منصات التواصل الاجتماعي شكلوا رأي عام ضاغط احيط بالوعي المدني والسياسي رافضا مؤامرة تفتيت اليمن وهويته ...
المعطيات تؤكد بأن المحاولات والمبادرات التي تقدم للرئيس هادي لم تنجح ولن تنجح لما يقرأ صلابة الموقف وقت الشدة في شخصه وماضيه السياسي والعسكري ...
لا دراكه بان عدن وجوارها ستنتفض ضد من اوصل المدينة وخدماتها ومصالح سكانها الى هذا الوضع المزري والشاذ تلبية لرغبات طرف خارجي لديه أجنده خاصة يسعى لتحقيقها عبر نوافذه وأدواته .
إن غدا لناظره قريب !!