الكبر: صفة ممقوتة, مكروهة، مذمومة, يمقتها الخالق سبحانه وتعالى ويبغضها الخلق، قال الله تعالى في الحديث القدسي: ((الكبرياء ردائي، و العظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار)). تتكبر بعلمك وعبقريتك.. وما هي إلا منحة ربانيه ليس لك فيها يد.. ولن تستطيع أن تمنع الأوامر الإلهية إذا صدرت بسلب عقلك أو فقدان ذاكرتك بسبب أو بدون سبب بحادث أو بدون حادث، فتصبح أضحوكة وألعوبة يتسلى بها الصغار في الشوارع ولن يغني عنك علمك ولا عقلك من ذلك شيئاً فلله الأمر من قبل ومن بعد.. تتكبر بجاهك أو بمنصبك.. والأيام دول, يوم لك ويوم عليك. وحقاً على الله تعالى ما رفع شيئاً إلا وضعه وصاحب المنصب كراكب الأسد يوم على ظهره ويوم في بطنه، فالمناصب لا تدوم، وقد رأينا بأعيننا رؤساء وأمراء وملوك انهار حكمهم وزال ملكهم، وتنكر لهم أعوانهم وانقلب المديح ذماً والفرح غما " يؤت الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء, ويعز من يشاء ويذل من يشاء".. تتكبر بمالك.. وتمشي على الأرض مرحاً مختالاً فخورا والمال مال الله تعالى وقد تفقده في صفقة واحدة, أو تصبح في موقف لا ينفعك فيه كنوز الأرض كأن تصاب بمرض لا علاج له.. تتكبر بأصلك وبجاهك وبعزوتك وقبيلتك عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: انتسب رجلان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أحدهما : " أنا فلان بن فلان، فمن أنت لا أم لك؟ "، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام، فقال أحدهما : " أنا فلان بن فلان - حتى عد تسعة -، فمن أنت لا أم لك؟ "، قال: " أنا فلان بن فلان بن الإسلام "، فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن هذين المنتسبين: أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار، فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة، فأنت ثالثهما في الجنة).. تتكبر بدينك فترى أنك الأفضل، والأتقى، انك من أهل الله وخاصته.. وتقول لخلق الله من العصاة لن يغفر الله لكم، وتنظر إليهم نظرة ازدراء واحتقار، وتوزع صكوك الجنة لمن تشاء، و الهداية من الله تعالى و الأعمال بالخواتيم ولا تعلم على ماذا يختم لك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، فَقَالَ اللَّهُ: " مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنِّي لا أَغْفِرُ لِفُلانٍ، قَدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَهُ". الجزاء من جنس العمل: تتكبر بجمالك وبعلمك وبمالك وبأصلك ومكانتك دعني أقول لك لو قدر عليك وعشقت إحدى بناتك أو أخواتك وفضح أمرها، فلن يرتفع لك راساً أبد الآبدين.. فكم من قبيلة أو عائلة نكّس رأسها وتمرغ بالوحل اسمها بسبب فتاتهم التي عشقت وهربت وهم مشغولون بمدح أنفسهم والتكبر على خلق الله بنسبهم و أصلهم.
أحلام القبيلي
المتكبرون 2 1145