ورد حديثياً أن يوم عاشوراء هو يوم نجاة موسى عليه السلام والمستضعفين وهلاك فرعون والمستكبرين. ونُقل تاريخياً أنه يوم استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما. فهل نفرح لموسى عليه السلام أم نحزن للحسين؟ أما شرعاً فقد فرح النبي لموسى، فصام عاشوراء قائلاً: "نحن أولى بموسى منهم (أي اليهود)". وتركها لنا سنة. فهل كان الأمر سيتغير إن طال عمر النبي وأدرك مصرع سبطه؟ وهل الدين محسوبية، والتشريع هوى؟! وهو صلى الله عليه وسلم القائل في شأن المصائب برواية الحسين نفسه عنه :" ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته - وإن قدمت- فيحدث عندها استرجاعا إلا كتب الله له مثلها-أي مثل أجرها- يوم أصيب" (أخرجه أحمد). فلا نواح ولا عويل ولا لطم ولا عقوبة، بل احتساب واسترجاع واستبشار بالمثوبة. ثم أي مصيبة في مصرع الحسين إن كان قد لقي ربه شهيداً. والشهادة حياة لصاحبها وبشرى لمحبيه:" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ إلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)"آل عمران. وهل يرقب المؤمن المجاهد سوى النصر أو الشهادة :" قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ..."(٥٢ التوبة). فالشهادة في عقيدته نصر، وكلاهما عنده حسنى وهنا يحق لنا التساؤل: س١: مَن المستفيد مِن إخفاء مظاهر الفرحة والابتهاج في ذكرى نجاة (موسى المستضعفين)؟! س٢: ولمصلحة مَن إظهار الحزن والعويل واللطم في ذكرى هلاك (فرعون المتكبرين)؟! س٣: ولماذا يشيّع فيلق القدس وحزب الله والحشد الشعبي والحوثيون قتلاهم بالتهاني والزغاريد كونهم عندهم شهداء ذاهبين إلى الجنة. ثم يولولون ويتباكون ويلطمون على الحسين وكأنه هالك ذاهب إلى النار ؟!
الشاعر/ فؤاد الحميري
عاشوراء.. ضحك أم بكاء..؟ 782