الوقائع الدقيقة تقول إن دولة الإمارات العربية المتحدة لم تعط اهتماماً لملف قضية الجنوب في أشد مرحلة على الأقل منذ ما بعد 2007م حتى دخولها ضمن الدول العربية لدعم استعادة الحكومة الشرعية.. والكل يعرف استثمارات صالح وعائلته ونشاطهم التجاري في الإمارات !؟ عموما تبني الإمارات لتأسيس مكون جنوبي وتمويله مع تحصينه بتشكيلات عسكرية أشبه بمليشيات قوة موازية للدولة تتنازعها القرار وتضعف وجودها دون أدنى شك. مها كانت مبررات استثناء ظروف الحرب التي هيئة المناخ لتوسيع البناء العسكري وتوسعه.. مانحن بصدده توضيح للبعض الذين ربطتهم مصلحة نفعية وقتية والبعض أخذتهم العاطفة في مظهرها العام حب الإمارات للجنوب وتقديرها لمواقفهم في الحرب.. يجعلنا نتسأل: لماذا لم تتبنى العمل أو على الأقل تساند توحيد جميع المكونات الجنوبية بنفس مستوى دعمها للانتقالي؟ واختارت على الجانب الآخر لبناء دعم وتسليح وتمويل فصيل عسكري آخر مازال على الضد للشرعية والرئيس هادي والجنوب أيضاً؟! هنا تسقط الورقة التي يسوقها الانتقاليون وشعاراتهم استعادة دولة الجنوب؟ المخطط الذي يتبناه مشروع الالتفاف والسيطرة للإمارات وحلفاءها الإقليميين والدوليين أبعد من إضعاف وتفتيت أصدقاء السعودية في اليمن بل إلى استخدام وتوظيف أدواتها في اليمن للتنكيل بالسعودية في حدودها مع اليمن من خلال دعم الفوضى الحدودية حتى ترغمها على تقديم تنازلات كبرى مازالت محل خلاف الطرفين ؟!؟! بعد تصفية أصدقائها في اليمن شماله وجنوبه.. لا أعتقد أن يسود الجنوب شيء من بوادر الاستقرار حين تسيطر عليه دولة الإمارات في ظل خلافها الكامن مع المملكة العربية السعودية. هذه قناعاتي وأبني عليها مواقفي.. في حال استمرار حرب شبوة القريبة من خطوط الدفاع للأراضي السعودية شرق اليمن وتأرجح الموقف السعودي لدعم قوات الحكومة الشرعية لا يستبعد أن تفتح قيادات الانتقالي خطوط اتصال وتنسيقات مع مليشيات الحوثي بإيعاز أماراتي أيضا؟! لا سبيل أمام الرياض في هذه المعادلة الحرجة سوى التواجد القوي والفاعل في توحيد مكونات أثقالها في الخارطة السنية شديدة البأس لتوسيع استراتيجية تحالفاتها مع المكونات الاجتماعية والسياسية والعسكرية.. مع الاستمرار بتقديم الدعم للحكومة اليمنية وشرعية الرئيس هادي حفاظاً على وحدة أراضيها ومصيرها؟!
عوض كشميم
تمويلها للانتقالي ليس حباً للجنوب وقضيته !! 1206