أحد الصحفيين من أبناء عدن كتب أنه مجبر لمغادرة عدن وتركها بعد أوامر القبض عليه من قوات عيدروس. الطبيعي أن تتضامن مع شخص بهذا الحال حتى ولو تختلف مع بعض آرائه. ولكن المصيبة والصدمة في كمية التعليقات عليه من أنصار المليشيا اللي صارت تحكم عدن من السب والشتم والتهديد والوعيد والألفاظ التي لا تتخيل معها أن قائلها أنسان سوي. كمية توحش وتنمر مفزعة.. الذي يقول "ما في شي عندنا اسمه عبّر عن رأيك، عندنا ما في إلا قراح رؤوس"، وآخر يقول "أخرج.. والله لو أحصلك بربطك خلف السيارة وأسحبك في شوارع عدن".. والذي يقول "لا تخلوه يخرج صفّوه با يخرج ينتقدكم".. دخلت أعلق أنا كما دخل الكثير وكتبت تعليقاً صغيراً "تضامننا معك" صعقت من حجم البذاءة والسوقية والابتذال في ردودهم مع أنه تعليق عادي. يخيل لك أن هؤلاء مجتمع آخر ليسوا أناساً طبيعيين، كائنات أفرغت عقولها من كل شيء إلا من نفايات وقاذورات الألفاظ . نقاشهم محصور في الأعراض ولا علاقة لهم بنقاش الأفكار. لا تعلم هل هي أسماء ومعرفات وهمية أم أنهم بالفعل بهذه التركيبة والأخلاق وتلك هي البيئة اللي تربوا فيها. أنا من أكثر الأشخاص انتقاداً للحوثيين لعدة سنوات بس للأمانة لاتصل ردودهم وألفاظهم مع من يخالفهم لمستوى هؤلاء.. حتى داعش أعتقد أو أي جماعات إرهابية أخرى أكثر ترفعاً منهم في ألفاظها مع من يخالفونهم.. حزننا على عدن وأهلها.. أما نحن لسنا من سكان هذه المدينة ولا نفكر حتى بزيارتها وليس لنا أي مصلحة فيها. وهؤلاء الموتورون أفعالاً وخلقاَ لا يجمعنا بهم إلا واقع افتراضي في الفيسبوك أو تويتر وبكل سهولة تغلق بالوعة بذاءتهم بالحظر وتحافظ على نظافة نظرك من ألفاظهم. ولكن الحزن على من صاروا تحت حكمهم وتحت رحمة سلاحهم ومن سُلم مصيرهم لهؤلاء. سلامٌ على عدن.. الطيب والبخور والفل والفن وأهل عدن الذين عرفنا الكثير منهم وأحببناهم، وأعانهم الله على ما هم مقدمون عليه.
محمد الربع
الحرية تهاجر من عدن 949