;
د. عادل دشيلة
د. عادل دشيلة

هل يمهد دعاة الانفصال لحرب أهلية قادمة؟ 876

2019-08-16 20:32:11

استطاع المجلس الانتقالي في عدن أنّ يُقنع الأبرياء بأنه يقاتل من أجل دولة الجنوب المزعومة. لكن، من فتح هذه الحرب يعلم جيدًا أنّه اصطنع أعداء وهميين من أجل تحركاته، ويعرف أنه يكذب في كل ما يقوله. كما يعرف قادة المجلس الانفصالي أنّهم ينفذون ما يُملى عليهم من الأطراف الإقليمية الممولة. الانفصال ليس حشد أكبر قدر من الأبرياء وإلقاء الخطابات الرنانة باسم الاستقلال واستخدام بعض المفردات الشعبوية وتعبئة الجماهير بثقافة الكراهية والعنصرية. لم يتعلم قادة الانفصال من التجارب المرة سواءً الداخلية أو الإقليمية أو حتى الدولية. داخليًا، فشل هؤلاء في تقديم خطاب سياسي وحتى في إدارة المناطق التي تولوا قيادتها بقرارات جمهورية، ولم يتعلموا من أحداث الماضي. كما أن دعاة الانفصال لم يتعلموا من التجارب الفاشلة لبعض الحركات الانفصالية سواءً في الصومال أو حركة الأكراد في العراق، فحينما انهار نظام الرئيس محمد سياد بري في الصومال أعلنت أرض الصومال في العام 1991 استقلالها من طرف واحد، ومنذ ذلك الوقت لم يعترف بها أحد. كما أجرى الأكراد عملية استفتاء على استقلالهم عن جمهورية العراق في العام 2017 حيث "أيد أكثر من 92 في المئة من الأكراد المشاركين في الاستفتاء في إقليم كردستان العراق الإنفصال عنه" بحسب تقرير بي بي سي، ومع ذلك لم يعترف بهم المجتمع الدولي. قد يتذرع دعاة الانفصال في عدن بقولهم أن جنوب السودان قد انفصل في العام 2011عن جمهورية السودان بعد عشرات السنين من الحروب الأهلية. لكن، لا يعرف هؤلاء أن جنوب السودان ما يزال يعاني من المشاكل الداخلية ولم تستطع الدولة هناك تقديم أبسط مقومات الحياة للمواطن في جنوب السودان. يتحرك المجلس الانتقالي بخطى سريعة لتحقيق الانفصال من طرف واحد ضاربًا عرض الحائط بالدستور اليمني والقوانين السارية في البلاد وحتى بالقوانين والأعراف الدولية. ألم يعرف هؤلاء أن العالم كله لا يعترف سِوى بالجمهورية اليمنية ويرفض تقسيم اليمن؟ ثم هل يعلم هؤلاء أن الحكومة اليمنية قد سددت على ما كان يُسمى بجمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية بعشرات المليارات من الدولارات وتم ذلك من خزينة الدولة، كما لم يعرف هؤلاء أن نسبة الدخل القومي للدولة اليمنية من المحافظات الجنوبية لا يمثل سِوى 30% ومع ذلك كانت تذهب موارد الدولة للمحافظات الجنوبية بنسبة عالية جدا، بينما لم يستفيد أبناء المحافظات الشمالية من الوحدة سِوى استنزاف مواردهم، ونهب خيرات أرضهم. دخل أبناء المحافظات الجنوبية إلى الوحدة بإراتهم ولم تكن الوحدة اليمنية إرادة أبناء الشمال. لذلك، إذا كان ولا بد من الانفصال فمن دخل من الباب فينبغي أن يخرج منه وليس من الشباك. من الواضح أن المجلس الانفصالي يقود المحافظات الجنوبية إلى حرب أهلية ولا يهمهم النتائج المترتبه على خطواتهم أحادية الجانب. فهل ستتفجر الحرب الأهلية؟ لا نملك الإجابة على السؤال ولكن يبدو أن الخطوات التي يقوم بها المجلس الانفصالي ستقود البلد إلى حرب أهلية وستكون النتائج مؤلمة، وهو ما لا نتمناه. لكن، قد ربما يُجرى حوار سياسي ويقبل الزبيدي ومجلسه بما يمليه عليه الممول الإقليمي، ولكن سيكون من الصعب ثني الجماهير من أبناء إقليم عدن الذين شحنهم بوعوده، وسيصبح هؤلاء الأبرياء في المستقبل وقود لحرب أهلية ولن يتوقفوا عنها لأنّهم مشحونين بثقافة الحقد من قِبل قادة المجلس الانفصالي. لذلك، على عيدروس أن يتجهز لخلق أعذار قوية من أجل أن يقنع جماهيره في المستقبل. ختامًا، إن حلم الدولة الجنوبية المزعومة سيبقى حلمًا قائمًا لبعض الأطراف، لكن ستثبت الأيام أن المشكلة ليست في الانفصال بل في النخبة المثقفة التي تقود الجنوب. كاتب وباحث سياسي

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد