دخل المجلس الانتقالي الجنوبي في حالة انكشاف محرجة منذ إطلاق الموجة الثانية من الأعمال العدائية والتمييزية في مدينة عدن ضد المواطنين المتحدرين من مناطق شمال البلاد. فرفض كثير من نخب الجنوب ومواطنيه لتلك الأعمال جرد الانتقالي من دعوى تمثيله للإجماع الجنوبي، التي ظل يقترف باسمها ما يحلو له على مدى ثلاثة أعوام، وأعاده إلى طبيعته العارية بوصفه أداة وظيفية يجري استهلاكها وإخراج أدوارها على نحو فاقع ودون مراعاة لقواعد إتقان اللعبة. وبانزلاقه إلى العمل المسلح، يقامر الانتقالي بآخر أوراقه التي كرسته بمزيج من الدعاية والحقيقة على أنه صاحب اليد الطولى في عدن، لكن أي تقهقر له في حال نشبت مواجهة مسلحة واسعة النطاق سينزع عنه هذه الورقة التي أبقته مهاب الجانب لدى مؤيديه وخصومه منذ إشهاره. بدون غطاء شعبي ولا عقل سياسي، يتحلل المجلس الانتقالي إلى طبيعته الأولى في هيئة بندقية أجيرة مجردة.
خالد عبدالهادي
انكشاف الانتقالي الجنوبي 664