النزوح أزمة وقضية أوجدتها الحرب، أصبح من الضروري مناقشتها ومعرفة أذابها.. فالنازح يشكو ومستضيف النازح يشكو أيضاً.. ولهذا لزم أن نوضح بعض الأمور لكلا الطرفين: هناك نازح هداه الله يريد أن يُحمل المستضيف أعباء فوق طاقته.. وهو يعلم أن الحرب قد أرهقت الجميع.. فيعتبر نفسه في استراحة للنوم والمقيل، فيضع رجلاً على رجل ويقضي يومه بالنوم ومشاهدة التلفاز.. وينتظر من المستضيف أن يصرف عليه ويوفر له هو وزوجته وأطفاله السبعة كل متطلباتهم.. وكذلك تفعل زوجته، فتعتبر نفسها ضيفاً لزم إكرامها حتى يعود إلى داره.. يا أخي قم وابحث لك عن عمل توفر منه لقمة عيش لأولادك ولا ترهق الناس، فيكفي أنهم فتحوا لك دارهم.. وأنت يا أختي هداك الله تحركي وساعدي أهل الدار، "واضبطي أولادك الجن".. وأنت أيها الأخ المستضيف تذكر.. إن الأنصار استقبلوا المهاجرين بكل حفاوة وترحاب حتى اقتسموا معهم الدور والأموال والملبس والمأكل والمشرب.. وتذكر أن الضيف ضيف الله، يأتي برزقه، وتذكر أنك مأجور.. وتذكر أيضاً أن الحرب مازالت مستمرة، ولا تدري فقد يكون الدور عليك، فتحتاج إلى من يأويك مثلما آويت غيرك.
أحلام القبيلي
آداب النزوح 1157