¤ الإهداء : إلى مهجة الروح سليمان... لقد قضي علينا وأنتهى الأمر يا صديقي.. لا أحد يمكنه نجدتنا... لا أقرباء، ولا أصدقاء.. والعالم يا رفيقي.. أعمى، وحقير، وانتهازي.. في حين أن هؤلاء الأوغاد.. متوحشون، وقتلة.. وأطماعهم لا حدود لها.. وتجرؤهم على الإيذاء، واللصوصية.. أصبحت شهوة ملعونة، ومعلنة.. إنهم مجاميع من السفلة، متخمة بالمآثم، والكبائر.. أشعر بالخذلان يا صديقي.. ومرارة الحسرة تواصل خنقي.. لقد خذلتني هذه البلاد التي طالما أسكنتها قلبي، ولم تمنحني سوى الجحود، والنكران، والتشرد.. أغفر لي يا صديقي.. خذُلتني هذه البلاد الملعونة، حد الذبح.. فأصبحت خـــذلاآآآآن لك يا حبيبي، ولإخوتك، ولكل من نحب! اغفر لي أنت، فهذه البلاد الملعونة.. لا تغفر إلا للسفلة، والقوادين.. أتدري يا صديقي.. أن الأمان قبل الإيمان.. فكيف نؤمن، والموت يحاوطنا من كل اتجاه.. ويتربص بنا كل سفلة هذه الأرض؟ كيف نؤمن، وقد اغتالوا أحلامنا، وجردونا من كل شيء.. أرجوك اغفر لي عجزي، وحسرتي، وخذلاني..
محمد العديني
اغفر لي يا صديقي..! 856