*نحن فينا طبقة متعلمة يغلب عليها صفة النفاق والدجل وتلميع الأحذية, فتجدها تصف هذا الشخص أنه قائد وهذا زعيم وهذا بحجم الوطن وهذا داهية وهذا مُنظّر وهذا أمل البلد.* لي في ألمانيا ٣ عقود، لم أسمع صحفياً أو متعلما أو مثقفا يمدح بموظف دولة كان كبيراً أو مهماً أو صغيراً ولا يوجد شخص يدافع عن أي منهم ولا يسوقهم. *موظفو الدولة لا يتم شكرهم على شيء لأنهم يتقاضون مرتباً على عملهم إن أحسنوا.* فمثلا المستشار كول- محقق الوحدة الألمانية- أخذ "بوكس" على وجهه وبيضاً على رأسه وهو من هو! والمستشار شرودر صاحب الطفرة الاقتصادية أخذ أيضا "بوكس" في وجهه من مواطن لأنه فقد عمله بسبب سياسته. والسيدة ميركل أقوى امرأة في العالم أيضا بعد سنتين لن يذكرها أحد. *وهكذا لم يشفع لهم ما قاموا به ولن يظل الشعب يمدح فيهم وإن أحسنوا في عملهم فقد جدد الشعب لهم عقود العمل عن طريق الانتخاب، أي الموضوع وظيفة لا أكثر*. *هم كانوا يستلمون مرتباً لعملهم ولن يسمح المجتمع لهم أن يمنوا علينا أو يحملونا جميلة أنهم كانوا منتجين وفالحين وناجحين كون ذلك طبيعي.* فهل أن ذهبت البقالة تشتري كيس بطاطا سوف تمدح ذكاء عامل البقالة أو عامل التاكسي انه وصلك بمقابل. *الموضوع يكون مضحكاً، يقلل الإنسان من ذاته وهو يقول عن موظف دولة، كان رئيس الدولة أو الحكومة أو قائد عسكري أو وزير أو محافظ أو مستشار أو قائد امن أو زعيم مليشيات أو سفيراً، إنهم بحجم الوطن.* حقّرتم بلدكم بذلك التوصيف.. تظهر صورة موظف دولة أو زعيم مجموعة أو مليشيات أو تصريح أو أي شيء ونحن ننقسم إلى جبهات إعلامية: جبهة إعلامية تمسح حذاءه وجبهة إعلامية تفسر كلامه, وجبهة إعلامية تدافع عن ما يقوم به وحتى لو ظهر في صورة وهو خارج من الحمام سوف نمدح ما قام به، وقالوا الزعيم العظيم, القائد والداهية, رجل بحجم الوطن. حتى زعماء المليشيات صار معهم مراكز إعلامية تلمع قذارتهم وأهدافهم المريضة. *الأمانة يجب أن يخجل المتعلم من أسلوب مسح الأحذية وتصوير موظفي الدولة أو من يتسلط على الغلابى أو من يستقوي بالخارج أو من يسرق أو سرق أو استغل الدولة انهم هم الخلاصة وهم الأمل*. *نحن بسببهم بلد منحط اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وثقافياً، لا يوجد بعدنا من ضمن ١٥٧ دولة متخلفة إلا ٣ فقط ونحن لازلنا نمسح أحذية ونكون جبهات إعلامية تدافع وتلمع*. *أشغلوا أنفسكم بالدفاع عن برامج وقيم وثوابت أو مدح مشاريع أو أفكار نيرة تكبروا أقلها أمام أهلكم وأطفالكم.. اليمن خسرت فرصاً عديدة لأن تكون أهم دولة في المنطقة مثل ماليزيا، فغيرنا ليسوا بشر ونحن بقر, وإنما من يحكمون في مفاصل الدولة ومن يتحدث ويمثل اليمن عندنا خرفان, ورغم ذلك شغالين تلميع وجبهات إعلامية لهم وأنتم أفقر عباد الله وأكثرهم هماً وضنكاً. وأخيرا: تذكروا جميعا أنكم في حرب وخراب وصراع والكل شارك في هذا الواقع بمن فيهم انتم المطبلون.*
د. أيوب الحمادي
بسببهم نحن بلد منحط!!!!! 931