أضحى تأجيل معركة إسقاط الانقلابيين في صنعاء أمرا لابد منه في هذه المرحلة، خاصة بعد تزايد الهجمات الحوثية على السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة، ونجاحها في تحقيق أهدافها مؤخراً، والتي من خلالها اتضح أن هذا التحالف رخوٌ، ولم يعد بالإمكان التعويل عليه في تحقيق الحد الأدنى من أهداف الحرب، وفي مقدمتها استعادة الشرعية اليمنية. كما أن السنوات الخمس الماضية قد أفضت إلى معرفة حقيقة النوايا العدائية للتحالف، وفي مقدمتها دولة الإمارات التي انتقلت مؤخراً إلى إدارة حرب مباشرة ومُدمِرة في المناطق الجنوبية والشرقية، تحت ذرائع غير مشروعة، وسط تراخٍ من قِبل الحكومة، خاصة بعد مضى الوقت المناسب لاتخاذها مواقف مشرفة تجاهها. المواجهة كل ذلك يعني أن الحالة اليمنية انتقلت من الموقف الضبابي الحكومي إلى الموقف الشعبي، والذي يتطلّب من مختلف الأحزاب والقوى السياسية والنُخب الفاعلة في المجتمع اليمني عدم الانتظار أكثر من ما مضى، وضرورة اتخاذ مواقف جادة وجريئة في مواجهة التحالف وسياساته في بلادنا، وفي مقدمتها سرعة الالتفاف حول بعضها وتكوين تحالف مجتمعي سياسي، يهدف إلى استعادة الدولة اليمنية. مقترح تحالف بعد أن تأكد لليمنيين أن التحالف يقود حربا مدمرة في اليمن، وأن أبرز أهدافه تفكيك الدولة اليمنية، وفي ظل المواقف الدولية الباهتة من الحالة اليمنية، فإن الدعوة إلى تشكيل تحالف مجتمعي يمني في هذا الظرف صار ملحا، ونقترح أن تتبع فيه الخطوات التالية: 1- سرعة تكوين تحالف حزبي ومجتمعي واسع مع حزب الإصلاح. 2- مطالبة الإمارات بالرحيل عن اليمن، وفضحها أمام المجتمع الدولي، والدعوة إلى إرغامها على الرحيل بالقوة المسلحة في حالة الرفض. 3- الضغط على الإمارات بدفع التعويضات الناجمة عن حربها غير المشروعة في اليمن، وبما لحق باليمنيين من أضرار نتيجة إغلاق مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة الانتاجية منها والخدمية، وما تعرض له اليمنيون من دمار وبطش وتنكيل منذ بداية الحرب. لماذا الإصلاح؟ يأتي وضعنا لحزب الإصلاح في مقدمة الأحزاب في هذا التحالف المجتمعي باعتباره أبرز من يمكن التعويل عليه القيام بهذا الدور، بالشراكة السياسية والمجتمعية مع غيره من الأحزاب والقوى الفاعلة على الساحة الوطنية، للأسباب التالية: 1- لأنه الحزب الوحيد الذي تبنّى - منذ وقت مبكر - مواجهة مشروع الإمارات المعادي للدولة اليمنية. 2- لأن هذه الدولة تقوم بأدوارها المشبوهة في سقطرة وبقية الجزر اليمنية وشبوة وغيرها من محافظات الجنوب، تحت ذريعة محاربتها لحزب الإصلاح، فيما أن ذريعة حربها ضد هذا الحزب لا يقع ضمن صلاحيتها، ولا يقع ضمن قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالحرب في اليمن وشروط تدخل التحالف. 3- لأن مزعوم عداء هذه الدولة لحزب الإصلاح مجرد ذريعة ممجوجة ولا يمكن القبول بها، كونها قررت المشاركة في الحرب لاستعادة الشرعية وهي تعلم أن حزب الإصلاح هو أكبر أحزاب الشرعية وأهم محاورها، وليس من حقها التشكيك أو خذلان الشرعية أو أي من مُكوِناتها. 4- لأن حزب الإصلاح صار أكثر الفاعلين السياسيين خبرة بوسائل التضليل والخداع لهذه الدولة، وأكثر الأحزاب تأثراً من عدائها. 5- لأنه أكبر الأحزاب التي مازالت متماسكة في اليمن. 6- لأن المرحلة تتطلب من الجميع تقديم التنازلات لبعضهم، من أجل الانتصار للوطن والشعب. دواعي الطرد نعتقد أن دواعي طرد الإمارات صارت ملحة، وصار مفروض على اليمنيين القيام بهذه المهمة وجعلها ضمن أولويات اهتمامهم وفعلهم المجتمعي والسياسي، بعد وضوح كل الدواعي لذلك؛ وأبرزها: 1- لأن هذه الدولة اختلقت ذرائع لتفكيك اللحمة الاجتماعية اليمنية، من خلال تجييش بعضهم ضد بعض، وكل ذلك مخالف لقرارات مجلس الأمن، ولكافة المواثيق والأعراف الدولية. 2- لأن هذه الدولة تسيطر على مناطق يمنية بعيدة عن مناطق المواجهات مع الانقلابيين الذين تدعي محاربتهم في اليمن، وثبُت أن لا صلة لبقائها في تلك المناطق، وأن تدخلها في الحرب لا يمنحها الحق في السيطرة والتحكم فيها، والحلول محل الحكومة اليمنية، مهما كانت عيوب هذه الحكومة. 3- لأنها تستعدي حكومة الشرعية وتحاربها علناً، وهي بذلك تنتصر للانقلابيين وتعزز قوتهم واستمرار بقائهم. 4- لأن هذه الدولة تقود حرباً شاملة ضد كل اليمنيين، وتحوّلت في كل المناطق التي تقع تحت سيطرتها إلى دولة احتلال. الأهداف يعتبر طرد الإمارات من العمل ضمن التحالف في اليمن، ومُسائلتها عن مختلف جرائمها وفي هذا التوقيت، ملحا للغاية، ويحقق الأهداف التالية: 1- فضح سياسات التحالف برمته؛ خاصة بعد مرور خمسة أعوام على الحرب، دون أن يحقق أية نتائج على الأرض، واتضح أن هدفه تدمير الدولة اليمنية وتشتيت اليمنيين. 2- إجبار التحالف على تغيير سياساته الرمادية وغير الواضحة تجاه الحرب وأهدافه منها. 3- لأن طرد الإمارات من اليمن ومن عضويتها في التحالف سيجبر السعودية على التراجع عن سياساتها الاحتلالية لمحافظة المهرة ووادي حضرموت. 4- لأن طردها سيكون سبباً في فضح سياسات التحالف تجاه اليمن أمام المجتمع الدولي. وأخيراً وبعد مرور خمس سنوات من الحرب المدمرة من قبل فئة يمنية ضالة، ممن فضلوا الولاء والعمالة لإيران، وعدم تقديمهم أية تنازلات من أجل كبح الأطماع الخارجية باليمن، إلا أننا مطالبون اليوم بالتوقف عن الحرب الداخلية أو التقليل من خطط الهجوم نحو العاصمة صنعاء، وتكريس اهتمامنا نحو هدفنا الأكثر استراتيجية، والمتمثل بطرد الإمارات من اليمن وإخراجها من التحالف، لنتمكن من استعادة دولتنا ممن انحرف بها وجيّر أجزاء منها لمصالحه للتدميرية البغيضة، لكي لا نظل مطية أبدية لحماية استقرار دول الجوار ونحن نفتقد وطننا ودولتنا، وليعلموا أننا الأثر الأهم والدولة المحورية في جزيرة العرب، وأننا باقون بإرادتنا وبمرجعية ارثنا الحضاري الذي لا يقبل الأفول. د. إسماعيل عبد الحافظ 20/6/2019
إسماعيل عبد الحافظ
التحول الإجباري طرد الإمارات.. واستعادة الدولة 717