مأساة الإسلامي وهو ينتقل من شخصية الجهادي إلى السياسي.. لحظتها يمسي أعزل ويمكن اغتياله وقد أعلن تخليه عن سلاحه وتخلى عنه العالم. تكمن محنة الكيانات الإسلامية في الشرق الأوسط أن ما كسبوه بالعمل السري يخسرونه، بالديمقراطية التي قدمت لهم كخدعة، الإفصاح عن أنفسهم وقوة وجودهم ليتم التخلص منهم، وكأن العالم متواطئ على دعوة الإسلامي للانتخابات ومنعه من الفوز بها، عالقين في برزخ بين زمنين لا يمكنهم العودة لشخصيتهم القديمة ولم يتقبلهم أحد بشخصيتهم الجديدة ، وبينهما يتم اغتيالهم أمام الكاميرات. لقد تخلص عسكر مصر من الإخواني المنتخب، وسيحصلون بالمقابل على ماتبقى من أخوة السلاح.
محمود يأسين
مأساة الإسلامي 719