في العشرينات من عمري كان لي جارة وصديقة تعلقت بها كثيراً ، وكانت من أحب الناس إلى قلبي وما كنت أتوقع أنه سيأتي اليوم الذي نفترق فيه... رغم أنها كانت مخطوبة "وعلى وش زواج" فكان يوم فرحها يوم حزن وكرب بالنسبة لي ، ومصيبة حلت على حياتي لأنها ستنتقل مع زوجها للسكن في محافظة أخرى تكدرت حياتي واسود نهار وليلي ، وفقدت حلاوة الحياة وذات يوم وأنا على سطح المنزل برفقة ابن أختي البالغ من العمر ١٢ عاماً ، طفح الوجع وأخذت أحدثه رغم صغر سنه عن شوقي، وألمي ، ووجعي ، بسبب فراقها وكانت المفاجأة في إجابة هذا الصغير ، ولعلها كانت رسالة من الله قال لي ( يا خاله : هي الأن مع زوجها سعيدة ومرتاحة وأنت تبكي عليها!! هزتني الإجابة ، وكانت بمثابة صعقة أعادت لي عقلي ، الذي غيبه قلبي يالغبائي ، يالحماقتي ، كيف فهم هذا الصغير ، ما لم أفهمه في سني هذا؟! إنه الغباء أن تكون في غيابه جريح وهو عايش مستريح إنها الحماقة أن تنتحب لأنه سيفارقك ، وهو يعد الثواني شوقاً للمغادرة كان درساً لم أنساه ولن أنساه بإذن الله تعالى. إذن عزيزي القارىء: قبل أن تتألم من أجل شخص، فكر قليلاً ... هل يبادلك نفس الشعور؟ هل يتألم كما تتألم ؟ وهل يستحق هذا الألم؟
أحلام القبيلي
قبل أن تتألم... 1101