بعد خمس سنوات من الحرب والعبث؛ حجم الأنين في الأسر اليمنية يصم الآذان.. وحجم الوجع في المجتمع اليمني بلغ حدّه.. وحجم الحزن الذي يخيم على المشهد لا يمكن وصفه ولا يُعرف منتهاه.. أرقام مُخيفة وكارثية في شتى المجالات، عدد القتلى والشهداء والمعاقين والجرحى والأمراض النفسية للكبار والصغار ومن الجنسين.. عدد المعتقلين في سجون كل الأطراف الموجودة في المشهد.. كمية التعذيب الذي حدث ولازال يحدث للمعتقلين في سجون الكل له ما بعده.. آثار الحرب الكارثية تكاد تطمس الهوية الجمعية لليمنيين.. تمزيق النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية وتفكيك الدولة وتشليحها يسير على قدم وساق وبوتيرة عالية، كأجندة مرسومك..!! إحلال المليشيات الخارجة عن الدولة بمختلف مسمياتها وتشكيلاتها؛ محل الدولة وتنافرها فيما بينها البين وبرعاية رسمية من بعض أطراف التحالف الذي جاء لاستعادة الدولة وتحرير اليمن.. تنظيم القاعدة وداعش وأنصار السنة وأنصار الشريعة وغيرها من التشكيلات المتطرفة والغريبة على مجتمعنا اليمني أصبحت تشتغل في العلن وتفرض قراراتها وتعليماتها في ظل غياب الدولة..!! أضف إلى ذلك الأرقام والإحصائيات البشعة التي نشرتها وروجت لها المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة التابعة لها في مجال الإغاثة والصحة والسكان ومستوى الفقر والفاقة التي وصل إليها الشعب اليمني الكريم.. حتى أخبار اليمن في القنوات الإخبارية.. لقد تأخر إلى مواقع متأخرة بعد أن كانت الخبر الأول لفترة من الزمن، بل أصبحت حرباً منسية في الكثير من القنوات، ولازال العبث مستمراً بكل شيء جميل في اليمن.. كل هذا يدعونا جميعاً كيمنيين للاعتراف بأخطائنا الكارثية التي قتلتنا ودمرت بلادنا، وأن نعود الى رشدنا والاحتكام إلى العقل والمطالبة بدولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية بين جميع اليمنيين في الحقوق والواجبات.. كل هذا يجعلنا جميعاً- دون استثناء- في موقف المسئولية لعمل شيء يُوقف الحرب والدعوة للسلام، وأن نصيح بصوت واحد: يكفي عبثاً بأرواحنا ودمائنا وأطفالنا وأعراضنا وبلادنا.. يكفي عبث بحاضرنا ومستقبل أطفالنا..