سألتها: أي المحافظات تُحبين؟ أجابت- وبدون تفكير أو تردد - "تعز".. ثم أردفت وهي تضحك برقة : رغم أني من محافظة إب، لكني أحب تعز، لأن زوجي من تعز.... والمثل يقول :" بلاد المحبوب حُبيبه". وصدقت والله فيما قالت.. فأحب بقاع الأرض إلى القلب هي بلد المحبوب ومكان إقامته حتى لو كانت في أدغال أفريقيا أو كوكب المريخ.. تقول الشاعرة نجاح المساعيد: والله إني لاجل عينه أعشق تراب اليمن والضواحي والمدينة كلها تكرّم لعين ويقول الشاعر: قلبي إلى بلد الحبيب يهيمُ يا ليته بين الضلوع يُقيمُ وقال آخر : وما دهري بحب تراب أرضٍ ولكن من يحُل بها حبيبُ فمن يعيشون على الأرض هم من يمنح الأرض قيمتها.. ولا فضل لتراب على تراب وأرض على أرض إلا بالأحباب والأصحاب.. وإذا كان الحبيب بقرب المحبوب، فلا يهمه شكل التضاريس ونوع المناخ.. وفي هذا قال الشاعر اليمني: "خذني يا حبيبي معك مثل الظل أنا شاتبعك حتى لو طلعت القمر يا روحي بلاش السفر" فحيثما سكن الحبيب كان الوطن وأينما حل الحبيب طاب السكن وحُبنا للأرض ينبع من حبنا لمن يعيش على تلك الأرض.. وشوقنا للوطن بقدر شوقنا لمن يسكن ذلك الوطن.. "أحب الحمى من أجل من سكن الحمى ومن أجل أهلها تُحب المنازلُ" "وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار" والاغتراب الحقيقي هو غياب الأحباب وليست الهجرة أو الانتقال من بلد لآخر.. وفي هذا أقول: أنا أشهد إنه كل شيء يوجعني والقلب من بُعده يئن وموجوع ما عاد شي في ذا الوطن يربطني حتى انتمائي له أحسه منزوع من بعد ما خلي بها ودعني ذي حُبهم في وسط قلبي مزروع فالوطن- الذي يخلو من الأحباب- لا يصلح أن يكون وطناً.. وهناك مثل شعبي يقول:" الجنة من دون ناس، ما تنداس".. "طبعاً مش أي ناس" أكيد المثل يقصد الناس الذين ملكوا القلب والإحساس.. وحتى المحشش حاول التعبير عن هذا الكلام بطريقته فقال"الجنة حلوة، بس النار فيها معاريف كثير".. ختاماً: "على بلد المحبوب وديني زاد وجدي والبعد كاويني" "ويا ليت من له حبيب من قريته"
أحلام القبيلي
بلد المحبوب 1118