وثقيل قال صفني قلت: ما فيك أصف؟ كل ما فيك ثقيل حل عني وانصرف. الله لا يبتليكم بثقلاء الدم، ولا يكتب عليكم مجالستهم، ولا يقدّر لكم التعامل معهم... لأنهم أشبه بالقضاء المستعجل والموت البطيء، "كيف يجتعمان"؟! هكذا يهبط عليك كالقضاء المستعجل، ثم يقضي عليك ببطء. إذا تحدث لا يسكت، وإذا سكت لا ينطق بكلمة، وإذا جلس لا يقوم، وإذا قام لا يجلس.. لا يراعي مشاعر الآخرين ولا أذواقهم.. ولا يعرف شيئاً عن المثل القائل:" لكل مقام مقال".. فكل الأوقات لديه مناسب للحديث عن أي شيء وفي أي شيء، فيحدثك عن الموت وأنت فرحان، ويحدثك عن الأفراح وأنت في العزاء.. يتدخل في كل صغيرة وكبيرة " ما هذا؟ بكم هذا؟ لماذا تطلقت فلانة؟ ولماذا تزوج فلان؟" يسأل عما لا يعنيه، ويتدخل فيما لا يخصه... يكرر الكلام وكأنه يشرح درساً صعباً للصم والبكم والمعاقين ذهنيا، حتى إذا وصل إلى آخر الحديث، وقلت: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، عاد من حيث بدأ. لا يقبل المزاح، وكل طرفة يحولها إلى فيلم هندي، وإذا حاول أن يمزح كان مزاحه ثقيلا... كل كلامه شكاء وبكاء،" مابش معي " " أنا مريض " " أنا جاوع". طفيلي متطفل : إذا رأى معك شيئاً سارع بطلبه وسؤاله،" ولما أنجح أيش با تجيب لي هدية؟ بالعيد أيش با تعاودني؟".. وآخر يقول :"سأسمي ابني على اسمك علشان تجيب السماية، وبشرط تصرف عليه "(جتك نيلة، سميني باسمه، واكفني أذيتك).. ومهما تصرح أو تلمح لا يفهمها إلا وهي زاحفة " على وزن يفهما وهي طايرة ".. تجي له يمين يجي لك شمال، تجي له شمال يجي لك يمين... الساعة معه بدهر والدقيقة كسنة... وكان الأعمش إذا رأى ثقيلا قال:(ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون). وقال ابن القيم الجوزية رحمه الله: إذا ابتليت بثقيل، فسلم له جسمك، وهاجر بروحك، وانتقل عنه وسافر، وملكه أذنا صماء، وعينا عمياء، حتى يفتح الله بينك وبينة ".. كفانا الله وإياكم شر الثقلاء.
أحلام القبيلي
الثقلاء 1692