;
محمد شبيبة
محمد شبيبة

الإرهاب والعين العوراء؟ 893

2019-03-18 07:53:35

لو كنا من أشعل نار الحرب العالمية الثانية وحصدنا، في ٦ سنوات فقط بأسلحتنا الفتاكة، أكثر من سبعين مليون نسمة! ماذا كان سيقول عنا الغربُ كمسلمين؟! لو كنّا من فجَّرَ الحرب العالمية الأولى التي استمرت أربع سنوات وثلاثة أشهر وأسبوعاً واحداً وقُتِلَ فيها أكثر من سبعة عشر مليون نسمة... ماهو اللقب الذي كان سيُطلقه علينا الشباب المنهزم المتأثر بالغرب؟! لو كنا من أسقط القنبلة الذرية على مدينتي "هروشيما وناجازاكي" وأحرقنا شجرها وحجرها وإنسانها وبنيانها.. لكانت وصمة عنف يرسمونها على جبين كل مسلم إلى قيام الساعة.. لو كنّا من أصحاب محاكم التفتيش وتفننا في صهر أجساد آلاف المدنيين من المسلمين واليهود وشويناها في الأفران الضخمة حتى يغيروا دينهم ويغادروا إسبانيا.. لما برحوا يصفوننا بالوحشية حتى تنقرض الأمة المحمدية. كيف لو فعلنا كالاتحاد السوفيتي، الذي قتل من الشعب الأفغاني، مليوناً وسبعمائة ألف نسمة وجعل أكثر من خمسة ملايين لاجئ خارج البلاد ومليوني مشرد داخلها وأكثر من ثلاثة ملايين جرحى وبدون أطراف؟! كيف لو كنا أميركا، التي غزت العراق وأنشأت معتقل "أبو غريب" سيء السمعة والمعاملة، ودمرت مدناً كـ"الفلوجة" وقصفت النساء والأطفال في ملجأ العامرية حتى خرجوا جثثاً متفحمة كالدجاج المشوي؟! كيف لو فعلنا مثل فرنسا التي احتلت الجزائر وقتلت أكثر من مليون شهيد.. وكانت تدفن الآلاف من الأسرى وهم أحياء في حفرٍ جماعية؟! كيف لو كنا كبريطانيا التي سلمت فلسطين للكيان الصهيوني الغاصب، فهَجّر سكانها وتركهم يعيشون في الشتات لعشرات السنين ولازالوا؟!

كيف لو كنا كصربيا النصرانية، التي وضعت المئات من الأطفال البوسنيين في خلَّاطات الإسمنت فخلطت لحمهم مع عظامهم واعتدى خنازيرها على عرض عشرات الآلاف من النساء المسلمات أمام أزواجهن حتى حملن سفاحاً.. ولفوا الأسلاك الشائكة حول الغابات وحشروا إليها آلاف النساء والعجزة والأسرى وتركوهم في هذه المعتقلات المكشوفة بدون غذاء أو غطاء فماتوا من الجوع والثلج المتساقط على أجسادهم أمام بصر العالم وسمعه..؟! كيف لو كنا كالبوذيين نمارس أبشع أنواع التعذيب بحق مسلمي ميانمار وأَرَكَان، فنبقر بطون الحوامل ونفصل رؤوس الأطفال عن رقابهم ونضع أسياخ الحديد في بطون الكبار ونقلب أجسادهم على النار؟! كيف لو فعلنا مثل الصين واحتجزنا- في معتقلات ضخمة من الأقلية الايغورية المسلمة- أكثر من مليون مسلم ومارسنا بحقهم أنواع الاضطهاد ومنعناهم من حقوقهم الدينية والدنيوية؟! كيف لو كنا كأميركا التي قتلت أكثر من خمسين مليوناً من الهنود الحمر (السكان الأصليين لأميركا الشمالية) كانوا يتصيدونهم بأسلحتهم كالكلاب الضالة (بل الكلاب عندهم لها شأن..) وجعلوا من بقي منهم عبيداً؟!.. وليس هذا أبداً للتشبيه.. ولكن هذه نظرة القوم للآخرين إذا قدروا عليهم وتمكنوا منهم.. فإنهم يرون دماءهم مباحة.. وثرواتهم متاحة... حتى مصائبنا في دولنا العربية من يقف خلفها ويُغذي نارها؟! فسوريا لو لم تكن روسيا والفرس يسندون "بشاراً" ويباشرون قتل الشعب السوري بأسلحتهم وجيشهم لما حدث كل الذي حدث ولسقط بشارهم وإجرامه في بضعة أشهر.. وفي اليمن، لحرصهم أن يبقى الحوثي هو الخنجر المغروس في ظهر الجزيرة والخليج العربي منعوا تحرير مدينة الحديدة وجعلوا من تقدم الشرعية نحو العاصمة صنعاء خَطاً أحمر ومازالوا يلعبون بورقة الحرب في هذا البلد المُنهك!.. أما داعش- التي ينسبونها إلينا وسكاكيناها تجتز رقابنا- فهي من صُنع أيديهم وتبين أنَّ أبا القعقاع اسمه "ماركيسن" وابو دجانة اسمه "شورغوك"، وأسد الإسلام إسمه الحقيقي "ماغريفن" واتضح أنهم ينتمون إلى بني الأصفر!! ويعملون في أجهزة مخابراته!! قبل أن تتهم المستضعفين بالإرهاب وتصف الضحية بالعنف، سل نفسك: مع من الأسلحة الفتاكة؟ وبيد منْ الأسلحة المحرمة؟ ومن الذي يصنع أسلحة الدمار الشامل؟! من الذي يحرش بين الدول ويفتن بين الشعوب ويُغذي الحروب ليُتاجر بالأسلحة ويبتز الثروات ويدس أنفه في كل أزمة ويتدخل في شأن كل دولة؟! حتى تعلموا كذب ما يصفوننا به انظروا إلى حروبنا وحروبهم... تالله ما بلغنا في حروبنا الداخلية والخارجية عشر معشار ما فعلوا في حروبهم العرقية والدينية والتوسعية، من أول يوم في الإسلام وحتى يومنا هذا.. نحن أهل السلام وعشاقه.. وأهل الرحمة وحملتها.. ودعاة العيش والتعايش.. ونحن القتلىٰ والضحايا ومن مزقت اجسادهم الشظايا... (ولكن حمزة لا بواكي له)

حتى نابتة العنف في تربتنا السليمة ما خرجت إلا بفعلهم المباشر أو غير المباشر.. وإذا أردت أن تعرف من هو السفاح، فانظر إلى من يملك آلة القتل ويتفنن في صنع أفتك السلاح؟!! ولا يهولنك ضخهم الإعلامي وكذبهم في القنوات.. وصدق الله القائل: ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) رحم الله شهداء الجمعة، وجنّب الإنسانية إجرام القتلة وسلاح الإرهاب وطغيان الدول.. وأسعد الله صباحكم وطابت جميع أوقاتكم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد