أخرج بندقيته الآلي، وفتح الأمان، وثبت فوهته على ظهر أخته، وقال لها: سأقتلك.. كان يمزح مزاحاً ثقيلاً. قالت له: أتحداك.. وهي منهمكة في إطعام طفلتها الصغيرة. فضغط على الزناد لتخرج طلقة تخترق جسد أخته، وتنتهي حياتها، وتسيل دماؤها، ويتناثر لحمها على جسد طفلتها.. أتدرون ماذا فعل الأهل بهذا الولد المعروف بالطيش والسفه الذي أزهق نفساً بريئة؟! كل ما فعلوه أنهم هرعوا إليه يهدئون من روعه ليسكن قلبه، ولا يصاب بالفجيعة.. لم يلطم لطمة، ولم يسجن ليوم واحد للتأديب.. ترى لو كانت الأخت هي الفاعلة! كيف كانت ستنتهي الأمو ؟ وبأي فصل ستختم الحكاية؟ وفي السجن تقبع إحدى الفتيات خلف القضبان بتهمة قتل أخيها... أخيها الذي حاول مراراً وتكراراً أن يغتصبها، وفي آخر أيامه العفنة هجم عليها في منزل زوجها، فما كان منها - "سلمت يديها" - إلا أن طهرت هذه الأرض من نجس ذلك الشيطان.. لكن السجن كان مقرها وقرارها، وقد تلاقي حكماً بالإعدام أو المؤبد.. كل هذا لأن الضحية امرأة، ونحن في مجتمع لا يراها إلا متهمة في جميع الأحوال، وإن كانت هي المجني عليه.
أحلام القبيلي
لأنها امرأة 1050