مما لاشك فيه أن وحدة الأمة فريضة شرعية لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).. وهي ضرورة بشرية لأن الوحدة بطبيعة الحال تصنع القوة وأن الاختلاف والتنازع يؤدي- حتما- إلى الشتات والتشرذم لقوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).. وأنا هنا أوجه ندائي لكل اليمنيين، أن عليكم أن تتعظوا مما مضى، فإن الصراع- الذي وقع بين القوى السياسية من جهة وبين الرئيس صالح والمؤتمر من جهة أخرى- قد أفضى إلى انهيار الدولة وتمكين شرذمة قليلة ومجموعة من شذاذ الآفاق، أن تجهز وتسيطر على الدولة ومقدراتها وعلى الجيش والأمن، بكل سهولة ويسر بدون أدنى مقاومة.. وقد عاث المجوس بأرضنا فساداً وأذاقوا اليمنيين سوء العذاب، فلم ينج منهم أحد، فرداً وجماعات.. أحزاباً "وقبائل"..عاثوا بناء قتلا "وتشريداً".. وبما أن الله تعالى قد يسّر لنا نحن اليمنيين دعم الأشقاء في التحالف، وأخص بالذكر الدعم والإسناد المقدم من الشقيقة الكبرى، فعلينا أن نلملم شتاتنا ونوحّد صفوفنا ونتناسى خلافاتنا وأن نترك الماضي جانباً.. لا نجره معنا ليثقل أقدامنا، بل من الواجب أن ننسى كل الجراحات، فما بعد ضياع اليمن من جراح وما بعد تمزيق اليمن من آلام، فاليمن أبقى وأغلى من كل ما خسرناه.. أوجه ندائي إلى الأخوة بالمؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وبقية الأحزاب والقوى والجماعات.. أنتم ضعفاء- برغم كثرتكم ومن ورائكم التحالف- والحركة الحوثية أقوياء- برغم قلتهم- فلديهم واحدية القرار وأنتم مشتتون وإذا استمرت الأمور على هذا الحال، فالخطر قائم ودائم لا محالة والخنجر الفارسي سيمزق اليمن شر ممزق.. فلا خيار لدينا غير الالتفاف حول شرعية الرئيس هادي والوقوف بجانبه، حتى نستعيد الدولة ومؤسساتها ولايركن البعض إلى الذين ظلموا أنفسهم ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا أنفسهم فتمسكهم النار).. فنحن اليمنيون- قبل غيرنا- المعنيون بتحرير اليمن وإن وقفة الآخرين وفزعتهم لن تستمر، مالم نوحّد صفوفنا ونوجه سهامنا نحو عدوٍ واحدٍ أخذ منّا كل شيء، لم يترك لنا شيئاً " أخد الأرض والمال، والأعظم والأكثر، أخد عزتنا وكرامتنا والتي دونها تهون الدماء والأرواح.. لذا أدعو كل من له عقل وبصيرة من القادة والمفكرين وأصحاب القرار والرأي.. لازالت الفرصة سانحة ولازال بالإمكان أفضل مما كان وفرص التاريخ لا تدوم، انصروا الله بوحدتكم لكي ينصركم الله قبل فوات الأوان وحينها لا ينفع الندم.. فما نلاحظه اليوم أن الأمور بدأت تتجه رويداً رويداً نحو التدويل وإن استمرار الخلاف سيؤدي- حتماً- إلى الصراع وبالتالي إلى انتشار الجماعات الإرهابية والمليشيات المتعددة، سيؤدي ذلك بالضرورة إلى تمزيق اليمن وإطالة أمد الحرب.. محطة كشر أيها الجرح الدامي.. لم تسقط تلك المديرية الصغيرة التي قاومت النساء قبل الرجال وسطر أبناؤها ملحمة بطولية ونادرة، لكنها سقطت أخلاق وقيم من تآمر عليها وسقطت أخلاق ورجولة من خذلها.. رحم الله شهداءنا وحفظ الله الجرحى.. لك الله يا كشر.. ليس لنا بعد كشر مكان في الحياة إذا لم تقطع رأس الأفعى وتحرر العاصمة صنعاء.. والله الغالب على أمره
نور الدين اليامي
ائتلاف الأمل 929