;
احمد ناصر حميدان
احمد ناصر حميدان

الغضب الشعبي والنفاق السياسي 957

2019-03-11 20:20:11

الغضب الشعبي والنفاق السياسي يصرخ الشعب من معاناة ووجع وبؤس, ويقابله نفاق سياسي لا يبالي. الصراخ الشعبي هو جرس إنذار لقضية ما، على القوى السياسية أن تتيقظ وتصغو بآذانها وإحساسها واهتمامها نحو مصدر هذا الصراخ، لأن الشعب إذا أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر.. وعلى القوى السياسية أن تعرف أن صراخ الشعب هو طلب لاستعادة حقه في الحياة، وهو بداية لمنعطف مهم، لمرحلة جديدة، يتجدد فيها الولاء لهذا الشعب الغاضب، لا معنى للولاء المناطقي أو الطائفي لفئة قليلة، بل الولاء للشعب أينما صرخ ويصرخ ضد الباطل والاضطهاد والتعسف والقهر والبؤس الذي يصيبه. مخطئ من يعتقد أن التفويض الشعبي هو عقد دائم مفتوح دون قيود وشروط ورقابة شعبية.. التفويض الشعبي لا يعني تخلي الشعب عن المسؤولية بأي شكل من الأشكال، ولا يجعله ينقاد كأعمى خلف من فوّضه.. فالشعب هو المفوض وهو المسؤول الأول والأخير في المهمة، يراقب ويقيمّ، ويحدد موقفاً من استمرار هذا التفويض أو عدمه، بنفس الطريقة والأسلوب الذي تم فيه التفويض، كما لشرعية الانتخاب فترة انتهاء وللتفويض فترة صلاحية تنتهي بإرادة وغضب الشعب. عندما يصرخ الشعب، يعرف من هي القوى السياسية التي تهتم لصراخه الغاضب، وتترك كل المناكفة والدعاية السياسية والإعلامية في الظهور بمظهر الوطني والمنقذ، لتمارس شعاراتها على الأرض كقوى تهتم لهذا الشعب كمصدر إلهام لسياساتها وتوجهاتها، وتتجه نحو مصدر هذا الغضب لتعالج أسبابه، بمواقف مشرفة ومحترمة تجدد العهد بينها وبين هذا الشعب.. دون ذلك ما هي إلا مكونات قبيحة تبحث عن سلطة زائلة وتروّج لوهم وتمارس الدعارة السياسية. كل القوى السياسية يفترض أنها ولدت من رحم تطلعات وآمال وطموحات هذا الشعب، بتوجهات سياسية وأيدلوجية مختلفة، تنوع فكري وسياسي، يجمعهما حق الشعب في الحياة الكريمة والحرية والعدل والمساواة.. دون ذلك هي قوى انتهازية وجدت لتنفيذ أجندات معينة ومصالح ذاتية ضيقة ستنتهي بانتهاء تلك الأجندات وتلك المصالح. غضب الشعب يعرّي القوى السياسية، ويفضح نفاقها وتفاهتها، عندما توجّه سهامها المسمومة لصدور الغاضبين بالاتهامات، دون احترامٍ لحق التعبير، ومن التفاهة أن تستخدم المناطقية والأيدلوجية في رمي التهم.. المناطقية التي تدرج الشمال في مصائب الجنوب والعكس، وترمي فشلها بانحطاط بعذر الآخر المختلف عنها ومعها.. تفاهة أعتدناها من الأنظمة الفاسدة والمستبدة، ومن العار أن تتكرر اليوم، عار على كل من يصم آذانه عن غضب الشعب، ويكيل له التهم، ويستنكر عليه الغضب من معاناة وبؤس وحزن وألم، من انتهكاك حقه بالحياة الكريمة كإنسان ولدته أمه حراً عزيزاً يراد له أن يهان ويصمت عن منتهكيه. كنا نعتقد أننا تجاوزنا سخف وهزل الأنظمة التي تكيل التهم لشعبها، إذا غضبوا وصفتهم بالمشاغبين والمتمردين، والأسطوانات المشروخة التي لا قبول لها عند الأحرار والعقلاء اليوم، بل صارت مثاراً للسخرية، وهي تردد من ببغاوات عبيد التفاهة والجهل والتخلف اليوم، بالقول أن الشعب الغاضب هم مجرد إرهابيين، أخونجية، شوعية، دحابشة، تبع فلان أو زعطان.. احتقار هذا الشعب وتوجهاته السياسية مصيبة وكارثة لعقلية مهما اختلفت شخصيتها وتسمياتها تظل التفاهة هي نفسها، في واقع رديء برداءة الجهل الذي سيطر على المشهد. ما حدث في المناطق المحررة ومنها عدن وتعز، يكشف لنا تفاهة القوى السياسية التي تدّعي أنها تسيطر على الأرض، تزعجنا بترديد السخيف للشعارات وأعمالها على الأرض شيء آخر، ويكتشف الشعب أنها مجرد أدوات لأجندات تهين وتحط من كرامة هذا الشعب وعزته، وتقدم وطنه سلعة للبيع رخيصة للطامعين مقابل سلطة زائلة وشعب مكلوم بؤس وقهر وانتهاك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد