مثلما هو حق لمكونات سياسية جنوبية تشكلت وعقدت لها مؤتمرات سواء كانت في الداخل أو الخارج تحت عناوين مختلفة وأهداف وبرامج سياسية ما، بالطبع يحق لغيرهم يجتمعون تحت صيغ وأدبيات متوافقين أو مؤتلفين حولها اليوم أو غداً طالما أنهم يحملون رؤية مختلفة.. لماذا تريدون اختزال الكل في نسخة واحدة أو تابعين... الأفق الضيق لن يصنع مستقبل أكثر استقراراً، طالما من يصر على وأد التباين درجة الإقصاء ومصادرة حق الآخر في تعبيراته المشروعة، للأسف يكشف عن رؤية قاتمة لا تؤهل من يرفعون أصواتهم هذياناً وتخويناً أن يكونوا واجهة لبناء دولة تؤمن مستقبل منشود تناقض دعواتهم وشعاراتهم النقيضة لأفعالهم وخطابهم المضطرب... يتفقون أو يختلفون معكم.. هذا وضع طبيعي، ربما لديهم حسابات سياسية أقرب إلى خطوط الشرعية الدولية، أقرب إلى مشروع الحل السياسي لأزمة اليمن وشبه معقولة ومقبولة محلياً وإقليميا وأممياً.. ما الضير حين ترفعون سعيركم ؟ وتزايدون بمشاريع سياسية في العلن مزدوجة الموقف، تحمل مسارات متناقضة خطاباً لكسب عواطف الحاضنة الشعبية ونقيضه للمجتمع الدولي والإقليمي؟! لم نجد أي تفسير مقنع ومبرر للحالة الجنوبية المتطرفة منذ عام 1967م وحتى 8مارس 2019م عند كافة نخبه السياسية غير إنتاج مزيد من الأزمات والصراعات ودورات العنف ونزيف الدم وفي الأخير تسليم البلد ومقدراته لأطراف خارجية بعد إنهاك ودمار مستمر... لم تتعظ نخب الجنوب السياسية من قراءة ماضيها السياسي بكل أشواكه وآلامه إطلاقا.. إذا لم تغذ الصراع نجدها تلزم الصمت؟!! كما يبدو تجد في ثنايا الانقسامات مناخاً خصباً للعيش على بقايا الجروح والدماء.!! لا تستطيع نخب اليوم- من ساعدتهم الظروف أن يكون في واجهة المشهد- أن يصارحوا الناس عن ما يقال لهم من قبل المجتمع الدولي؟ ولم يفهموا بعد رسالة وزير الخارجية البريطاني، الذي غرد بصورة له من داخل ميناء... هي العجوز الموسومة ببلد الاقتصاد والسياسة تاريخياً يقول وزير خارجيتها مجازاً (عدن الميناء والميناء عدن)؟! هل يعتقد كثير من المتابعين الجنوبيين كافة، أن بمقدورهم ويستطيعون حكم الجنوب بنصف نخبه السياسية؟ هل سيستقر الجنوب بالحل الجزئي للمشكلة اليمنية عامة؟ 9 مارس 2019م
عوض كشميم
ما المبرر من الهجوم على مؤتمر الائتلاف الجنوبي؟ 1174