خلال السبعين عاما الماضية تجرعت اليمن ثمانية حروب مريرة: (حرب الثورة الدستورية 1948م، حرب ثورة سبتمبر 1962م، حصار السبعين 1967م، حرب الشطرين 1972م، حرب المناطق الوسطى 1979م، حرب الانفصال 1994م، أحداث الربيع العربي 2011م، حرب الانقلاب الحوثي 2014م). وللأسف فقد كانت هذه الحروب يمنية يمنية ولم يكن فيها الخارج الإقليمي والدولي إلاَّ مسانداً وملبيا لدعوات الداخل. هذه الحروب الدامية أكلت خيرة رجال اليمن وشبابه، ومنعت التحاقنا بركب النهضة والحضارة والتنمية الشاملة. هذه الحروب الطويلة أرهقت هذا الشعب الكريم، وحطمت الكثير من قيم الشهامة والأصالة والأعراف اليمنية، بل اتسعت دائرة الذل والقهر والمهانة في أوساط المجتمع اليمني بصورة لم تكن متوقعة. إلى أين يمضي اليمن؟ في أي قاع تستقر الهاوية؟ كل الخيارات ممكنة!!! كل الجروح مفتوحة!!! لا يوجد في الأفق أي ملامح لقائد منقذ حتى الآن. لا يوجد في المدى المنظور هوية لأي جماعة أو حزب أو قبيلة تستحق أن تكون منقذاً. غبار الحرب يغطي الفضاء في كل الاتجاهات. يقول التاريخ: ربما يُداوى الجراح، ويُعاد بناء الأسوار، وتُرمم الجداول، وتُستأنف الحياة، وتدور عجلة التنمية. كل هذا ممكن في حالة واحدة: عندما ينهض من كل جماعة أو قبيلة أصدق رجالها، ويلتفون حول قائد ملهم تفرزه الأحداث؛ فيرتضون إخلاصه ووطنيته وقيادته، ينهض بهم وينهضون به؛ يباشرون تضميد الجروح، وإيقاف طاحونة الحرب والدمار، ويعملون على إنقاذ شعب من مهالك الموت المتسارع. دعونا نتفاءل رغم الجراح الدامي. دعونا نصرخ ونبحث وننادي في كل أذن وعقل وقلب؛ فلعل الأمل القادم موجود بيننا ولعل رجاله يسمعون استغاثتنا ويلبون رجائنا.
نعمان شعلان
إلى أين يمضي اليمن؟ 785