أطلق الحوثيون سراح أمريكيين متهمين بقضايا جنائية وأمنية في صنعاء، بمن فيهم منتمون لجهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، قبضوا عليهم بأنفسهم في العام الأول من حرب السعودية في اليمن 2015 (بحسب جريدة نيويورك تايمز حينها). وكانوا إنسانيين للغاية مع جندي سعودي أسروه في ميدان المعركة، وأعلن زعيمهم مؤخراً عن إطلاق سراحه لدواع إنسانية. كذلك أطلقوا سراح سجناء من تنظيم القاعدة ضمن صفقات تبادل أسرى مع الجماعة الإرهابية. وأواخر 2017 تواطأ قادة أمنيون كبار في الجماعة، في واحدة من أكبر الجرائم: تهريب آخر مجموعة من الأقلية اليهودية في صنعاء الخاضعة لقبضتهم إلى إسرائيل، وقد استقبلهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو بنفسه. وتلك جريمة مزدوجة تجاه اليمن وفلسطين (التي تزايد الجماعة بشعارات قضيتها)، كونها جهد فعال في تغذية الاستيطان اليهودي في فلسطين وتعمل على مأسسة دولة عنصرية تصفها الجماعة ب"الكيان الصهيوني". بالمقابل، يرفض الحوثيون- منذ أكثر من أسبوعين- إطلاق سراح الناشطة اليمنية/ أوفى النعامي والتي اعتقلها الجهاز الأمني للجماعة في 28 كانون الثاني/ يناير المنصرم وأودعها سجن جهاز الأمن القومي، وهو السجن الذي يقبع فيه عادة كبار الإرهابيين، واستقبل فيما مضى الكثير من قادة الحوثيين حينما كانوا جماعة محظورة، قبل أن يستلموا الدور في انتهاك حياة اليمنيين ودولتهم. قد لا يعلم الحوثيون اليوم أنهم أيقظوا ذاكرة جميع اليمنيين، وأن أقرب يمني إليهم يمتلك في أحسن الأحوال صورة مضطربة حيالهم. لبداية النهاية أشكال كثيرة، منها الرعب والهلع من مواطنة عزلاء تعمل من أجل السلام.
فارع المسلمي
أوفى النعامي في مواجهة الطغيان 730