توجهت بسؤالي لبعض الأمهات، ولم أتجرأ على طرح السؤال للآباء، لعلمي المسبق بخطورة ذلك (ماذا لو علمت أن "ابنتك - ابنك "يعيش قصة حب؟ وجاءت الإجابات كلها متشابهة ومتقاربة: "كارثة - مصيبة - الله لا يبلينا - الله يستر علينا - سأكلها بأسناني - حبها جني".. أتدرون لماذا؟ لأن للحب تاريخاً أسوداً، مليئاً بالفضائح، والمصائب، والجرائم، والأسقام، والأوجاع.. اقترن اسم الحب بالعذاب، والدموع وسهر الليالي، والشوق والحنين، والألم والأنين.. يقول الشاعر: "وما من فتى قد ذاق بؤس معيشةٍ من الناس إلا ذاقها حين يعشقُ" ويعرف العاشق بنحول جسده، وحالته الصحية المتردية، وشرود ذهنه، وغياب عقله.. "للعاشقين نحولٌ يُعرفون به من طول ما حالفوا الأحزان والأرق".. ويقول مسلم بن الوليد: "الحب سمٌ طعمه متلونٌ** بفنونه أفنى دواء طبائبِ" جُن في الحب قيس، وانتحرت جولييت، ودفن وضاح اليمن حياً في صندوق.. وقتل نيرون أمه، وسُجن نبي الله يوسف عليه السلام، وذُبح نبي الله يحيى عليه السلام.. وكسرت الدودحية ظهر أهلها، وجلبت نعيمة لأسرتها العار.. وكم من فتاة فقدت أعز ما تملك تحت ستار الحب.. وكم من شاب أقدم على إزهاق روحه من أجل الحب.. وكم من عابد هوى في وحل المعصية بسبب الحب.. "قُل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسكٍ متعبدِ قد كان شمر للصلاة إزارهُ حتى وقفت له بباب المسجدٍ" وقالت جدتي: هذه نصيحة للبنات جمعه الحب شوعه جعجعة وسُمعة كل هذه الأسباب وغيرها كثير، جعلت الناس يخافون الحب، ويتجنبونه، ويعتبرون الداخل فيه مفقوداً والخارج منه مولوداً.. لكن.. هل صحيحٌ ما يقولون؟ وهل الحب ظالم أم مظلوم؟ هذا ما سنعرفه في المقالة القادمة بإذن الله تعالى... "فانتظرونا
أحلام القبيلي
حديث الحب 1 1113