لا أعني بهذا المقال أي شركة، وحديثي يدور عن جهاز الجوال لا عن شركات الاتصال، الموبايل، الجوال، الخلوي، السيار.... كلها مسميات لجهاز واحد، سيطر على حياتنا في فترة وجيزة وأصبح شغلنا الشاغل، وسلب لب كل متعلم وجاهل، وشغل كل عامل وعاطل. تصدقوا أني أعرف واحدة تحب في الجوال وتكره في الجوال، يعني يا ويلك ويل إذا تعرض هاتفها لسؤ بسببك، ولو كنت أعز من روحها، وإذا أردت أن تكسب ودها فما عليك سوى أن تقدم لهاتفها خدمة إليكترونية. زادنا هذا الجهاز غربة على غربة، فقطع الأواصر، وعمق الفجوة، فالكل يكتفي بالرسايل، أو المكالمات في كل المناسبات السعيدة والحزينة، ولم يعد احد يرى أحدا إلا في النادر. هذا الجهاز المسمى جوال ساعد الشيطان، وكان عونا له في كثير من الأمور، فتستطيع الفتاة اقتناءه دون علم أهلها، وتستطيع استخدامه بعيدا عن مراقبة الأسرة، وكذلك الشاب فكم من جريمة كانت بدايتها مكالمة هاتفية، أو صورة تم تناقلها عبر البلوتوث. وحتى المرأة كانت لا تخرج من بيتها في غياب زوجها دون إذنه، لأنه حتما قد يتصل في أي لحظة للتليفون الثابت، وحتما سيعرف أنها غير موجودة، أما في وجود التليفون السيار فهو يسير مع حامله أينما سار، وستخرج المرأة وتدخل دون خوف. هذا الجهاز المسمى جوال أهدر الأوقات، فالكل مشغول برناته ونغماته وبرامجه وألعابه، ولا تكاد تجد أحدا إلا وأصابعه تداعبه في كل مكان حتى حول الكعبة، وفي الحرم النبوي الشريف، وعلى جبل عرفة، وفي يوم عرفة، ستجد من يقضي جل وقته مع ذلك الجهاز الخلوي. بالله عليكم هل كنتم تتخيلون أن نسمع أغاني في بيت من بيوت الله، في مساجد الله؟؟؟ طبعا لم نكن نتخيل أو نتصور أو نتوقع أن يحدث هذا أبدا، ولكن بسبب هذا الجهاز السيار لم يعد من المستغرب أن يرتفع صوت الغناء والناس بين يدي الخالق في صلاتهم.
أحلام القبيلي
شيطان فون 1 1069