العظماء هم فقط من يخلدون في ذاكرة الوطن والناس، وهم فصيلة نادرة في الأزمان، فهم أقسموا على أنفسهم أن يكونوا نورًا وقدوة، ومثالاً يُحتذى به لأجيال متعاقبة، والشهيد الخالد البطل اللواء طماح هو خير مثال للعظمة والتضحية والنضال. رحل طماح، لكنه ترك فينا معاني عديدة سنحييها وتبقى فينا ونعلمها لمن بعدنا، كنباريس مضيئة تشع عزًا وكرامة. لقد كان الشهيد البطل عقلية عبقرية متمرسة في السلك العسكري وعلى ذلك يشهد له الجميع، ولطالما كان صاحب رأي سديد وفكر ورؤية منيرة ويقظة. حمل شهيدنا الحي تاريخًا نضاليًا ناصعًا وكان أحد العقول الرصينة التي لا تؤمن إلا بمصلحة الناس والسعي لنيل حقوقهم وعيشهم الكريم، متنازلاً عن مصلحته الشخصية ومكاسبه، ورأى أن مشروع استعادة الدولة هو الهدف الذي يجب على كل اليمنيين السعي من أجله، وهو بذلك وقف مناصرًا لأهلنا في الجنوب برؤيته العبقرية واتساع مداركه، متيقنًا أن تشتت المشاريع لن تزيد الناس إلا معاناة، وتكبد الوطن مزيداً من الخسائر. يستشهد اللواء طماح ممسكًا بقبعته أثناء إصابته، وهو بذلك يحفظ الشرف العسكري ويحفظ الوطن من السقوط. آثر الموت وتحمل الألم ولم تفلت يده ذلك الرمز العظيم والذي يحمل معانياً عظيمة. لقد كانت لوحة مشرفة تليق بالشهيد وتليق بأمثاله من الأبطال في كل ربوع الوطن، لوحة تعني أن الوطن أولاً وأن الأجساد تفنى لتحيا الأوطان وأن التضحية وحب الوطن لا يترجم إلا بالأفعال. سيظل اللواء الشهيد خالداً في قلوبنا وفي ذاكرة الوطن الحية، كأيقونة تعني لنا الكثير، سنفاخر به ويفاخر به أبناؤنا وأحفادنا، هو وكل الشهداء الأبطال الذين حملوا على أيديهم أكفانهم وأعينهم صوب الوطن. رحم الله الشهيد طماح ورحم جميع الشهداء في الحادثة الإرهابية، ونسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون. وزير الشباب والرياضة
نايف البكري
طماح.. الأيقونة الخالدة 868