لم يشهد التاريخ في اليمن بمراحله المختلفة مثل تلك الجرائم التي تمارسها المليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران بحق اليمنيين، لقد عبثت بالبلد ودمرت مؤسسات الدولة وعطلت كل أساسيات العمل ومقومات الحياة، ونهبت مقدراته وثرواته وأوغلت في قتل اليمنيين، وجندت الأطفال وتعمل على أن تجعل من اليمن مقبرة كبيرة لليمنيين وهو الإنجاز الذي تتباهى به في قنواتها المضللة وتظهره على أنه منجز استثماري للاستمرار في حصد رؤوس اليمنيين. إن ذلك العبث الذي تمارسه المليشيا يجب أن يقابل بردة فعل حاسمة لا مواربة فيها، وأن يكون خيار الحسم العسكري هو الخيار الوحيد للتعامل معها وهذا الخيار هو الذي سيوصلنا إلى السلام الدائم الذي ينشده شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه.. ما الذي ننتظره بعد كل هذا الخراب..؟ ففي كل بيت جرح، وفي كل نفس مواجع كثيرة تسببت بها أدوات ايران و"عبيدها" الذين يتشدقون بانتسابهم إلى اليمن وأن ما عداهم نكرة ليسوا يمنيين، بينما معطيات الواقع تفضح زيف هؤلاء البغاة الضالين وتكشف جرائمهم وسلوكهم الإرهابي وتزويرهم للتاريخ والتلبس بالهوية اليمنية.. يجتهدون بتطرف من أجل خدمة ايران وتهيئة الساحة لتنفيذ أجندتها المشبوهة وتسعى بتوجهاتها السياسية والعسكرية بتنفيذ أهدافها وأطماعها التوسعية في المنطقة، وتحويل اليمن إلى ولاية تابعة لولاية الفقيه في طهران.. ومن خلاله ستنقض على المنطقة العربية كلها.. لكن هيهات لهم ذلك لقد صحا اليمنيون والى جانبهم اشقائهم في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. يستميت الحوثيون في سفك مزيد من الدماء وتقديم رؤوس اليمنيين قربانا لفقيه ايران.. فعن أي هوية يمنية يدعون زورا انتسابهم لها..؟ الإقدام على نهب وبيع المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية من قبل المليشيا يعني تجردها من كل القيم والأخلاق ولهذا تستمر في تنفيذ جرائمها المتنوعة أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يتظاهر باهتمامه بالجانب الإنساني بينما هو الآخر يشارك هذ المليشيا في العمل على مضاعفة معاناة اليمنيين، بل ويتواطأ معها في قتلهم ويغض الطرف عن مسألة تنفيذ قراراته الملزمة للمليشيا الحوثية الانقلابية بتسليم السلاح والانسحاب من المدن، وما ملف الحديدة وموانئها إلا أكبر دليل يكشف مدى انحياز المجتمع الدولي ويفضح المبعوث الأممي إلى اليمن السيد مارتن غريفيث و تدليلهم للحوثيين دون معاقبتهم عما ارتكبوه من جرائم بحق اليمنيين. موقف غير موضوعي يتلبسه السيد مارتن غريفيث ويبدو فيه منحازاً للحوثيين القتلة وبشكل فاضح ومقزز ضد اليمنيين الذين مشكلتهم أنهم يحلمون بدولة مدنية اتحادية آمنة ومستقرة ووطن يسوده العدل والمساواة والحرية والكرامة و يتسع لكل أبنائه، وهذا ما لا ترغب به هذه المليشيا المسنودة من ايران بالمال والسلاح والخبراء والفنيين والإعلام، مليشيا تريد أن تستحوذ على كل شيء وتحتكر السلطة بذاتها الكهنوتية وادعاءاتها غير المنطقية والخرافية وهلوساتها التي صارت محل سخرية وتندر في العالم. ولتحقيق غايات وأهداف شعبنا لابد من الوقوف إلى جانب الشرعية بقيادة فخامة المشير الركن/ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- وتعزيز روح الاصطفاف الوطني في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالوطن والعمل على دعم ومساندة جيشنا الوطني الذي يخوض معاركه في سبيل استعادة مؤسسات الدولة وتحرير ما تبقى من الأرض والحد من معاناة المواطنين في المناطق التي ترزح تحت وطأة جرائم المليشيا الحوثية، وسيستمر اليمنيون في نضالهم ومقاومتهم لكل الأطماع الخارجية وأدواتها حتى الخلاص منها وصولاً إلى تحقيق الانتصار والقضاء على هذه المليشيا المتمردة واستعادة مؤسسات الدولة، لينعم شعبنا في وطنه آمناً مستقراً.
شهاب الدين الحميري
الحسم العسكري طريقنا إلى السلام 784