عند الحديث عن الربوت، أي الإنسان الآلي، يخطر في فكرنا من هو صاحب الفكرة الأولى لتصميم إنسان آلي روبوت، وهنا يطفو للسطح اسم شخص يعرفه العالم، اسمه ليوناردو دا فينشي الذي توفي قبل 500 سنة من الآن. لكن أنا على ثقة أنكم قد لا تصدقون إذا قلت لكم ليس هو وإنما شخص قبله وقد تأثر ليوناردو دا فينشي به بشكل كبير ودرس كتابه ورسوماته هو وغيره من علماء النهضة الأوروبية في القرن الخامس والسادس عشر والذي كان يعرف أيضا باسم "التشغيل الذاتي" في الثقافة الغربية. ولذلك يعتبر أول من أوجد التشغيل الذاتي، أي الأوتومات والإنسان الآلي، هو العربي أبو العز بن إسماعيل الجزري، والذي يعتبر هو أبو علم الأوتومات والآلات ومن أعظم المهندسين والمخترعين في التاريخ، وقد سبق ليوناردو دا فينشي بـ300 سنة. الروبوتات تمتص البطالة في ألمانيا!! ألمانيا في مقدمة الدول الأوروبية في عدد الروبوتات في مجالاتها الإنتاجية، وفي الوقت نفسه هي الدولة الأوروبية التي فيها أقل العاطلين عن العمل، خلافا للأحكام المسبقة، أي أن الروبوتات سوف تحرم الناس من الوظائف. ففي ألمانيا حصل العكس تماما، والسبب أن دخول الروبوتات السوق أدى إلى زياد الإنتاج وبذلك إعادة المصانع، التي تم إسنادها إلى البلدان منخفضة الأجور إلى ألمانيا كبلد الإنتاج رقم واحد. ألمانيا، فعلا، كبيرة كونها تنافس في كل الاتجاهات بفرق هي عقولها. ثلاث دول في العالم تنافسها ألمانيا الآن أميركا واليابان والصين، ولكل دولة قوتها وطاقتها ومجالها. هذا عنده ثقة بنفسه والآخر لا!! كلما قل علم الإنسان وخبرته ومعارفه تزيد الثقة الزائدة بنفسه لدرجة تصل إلى 100 في المائة كما تقول دراسات "دانينغ و كروغر". مما يعني أن هذا الشخص يمتلك ثقة بذاته لا مثيل لها بين البشر، وغير مدرك أنه جاهل وصعب يدرك أنه جاهل ولا يشك في منهجه وآرائه، ولذلك تجده يرفض أي جديد ويقاومه. وهذا الوضع من باب التشبيه يذكرني بحالنا في اليمن والعرب، حتى وإن تم قياس ذلك على المعرفة، فهم لا عندهم شغف على المعرفة ولا يريدون تطبيقها ولا يفكرون في إنتاجها. أما من يتعلم وتبدأ المعرفة والخبرة تتسرب إلى عقله، تقل في نفس الوقت الثقة رويدا رويدا مع كثرة تسرب المعرفة والخبرة، فيزيد عنده الشك في ذاته وفي منهجه السابق ويصل إلى مرحلة أن الثقة في نفسه في أدناها أي إلى أن تصل إلى الحضيض ويستنبط أنه (كان حمار) على قولتنا، إلى أن يترتب منهجه وفكره، فيتولد لديه بشكل تدريجي ثقة تزيد مع استمرار زيادة المعرفة والاطلاع، وتنشأ قاعدة جديدة من بناء الذات بموجب الثقة المبنية على المعرفة. وهذا الوضع من باب التشبيه مثل حال دول عندها شغف للمعرفة وتطبيقها مثل ماليزيا وكوريا وتركيا وغيرها من دول النمو. والإنسان المتعلم، والذي عنده معارف كبيرة وخبرات أيضا حسب دراسات "دانينغ و كروغر" لن تزيد ثقته بنفسه إلا بنسبة 75 في المائة، هذا إذا بلغ ذروة العلم والمعرفة والخبرة، كونه هنا يكون مدركا انه ما زال هناك أشياء لا يفهمها ويشعر أنه ينقصه الكثير، لكي يحيط بالأمر وبشكل كامل. وهذا الوضع من باب التشبيه مثل حال دول الغرب المنتج للمعرفة والمتحكم بها، ولكم تطبيق هذه المراحل على الأشخاص فديفيد دانينج يقول "إذا كان شخص ما غير كفء، فهو لا يستطيع أن يعرف أنه غير كفء، وأن المهارات اللازمة للعثور على الحل الصحيح هي بالضبط تلك المهارات المطلوبة لإيجاد حل ليكون صحيحًا والتي يقصد لن تجده في شخص غير كفء". والمضحك فعلا حسب دراسات "دانينغ و كروغر" انه عندما يكون شخص لا متعلم صح ولا جاهل يكون "حنابة" على قولتنا فلا هو عنده ثقة العالم المبنية على المعرفة والخبرة ولا ثقة الجاهل المرتكزة على عدم الاطلاع والجهل وإنما في الحضيض. وهؤلاء هم من هم في الحكومات وبعضهم بشهادات مزورة وتخصصات من عام الفيل لم يمتلكوا حتى الخبرة بما درسوا.
د. أيوب الحمادي
عالم عربي صاحب الفكرة الأولى لتصميم إنسان آلي!! 769