وضع الإنسان في المناطق التي تحت سيطرة الانقلابيين لا يحسد عليه، لا رواتب ولا حرية ولا كرامة لإنسان فيها، نهب وسطو وقهر وظلم، طبقة تثري وطبقة تجوع، تمايز عرقي سلالي طائفي مقيت، وضع قابل للانفجار في ثورة شعبية تحتاج لتهيئة.. الناس في هذه المناطق صبرهم ينفذ ولم يعد بمقدورهم تحمل المزيد، قدرة الإنسان في تحمل الجوع والمهانة محدود، يموتون إما جوعا أو قهرا أو انتحارا، غرباء في أرضهم، وهذا ما يجعل تخويفهم غير مجدٍ، بماذا يخوفهم الحوثي بالموت تعذيباً وقهراً ومهانة، في كل الأحوال هم موتى. الثورة الشعبية هي تغيير الواقع، تحمل مشروع هذا التغيير، اليوم تعاق وتقاوم وقد تصل لتهد أركان المعيقين لها، فالشعبية التي نراهن عليها في المناطق التي تحت ظلم الحوثيين، تنظر للطرف الآخر للشرعية والمناطق المحررة كبديل للحوثيين، ويبدأ ينتابهم التوجس والخوف من الخذلان القائم في المناطق المحررة، بعضهم ينظر للانتفاضة كخدمة للشرعية والتحالف، ويسألون هل الشرعية تلبي تطلعاتهم؟ وهل سيتغير حالهم إذا انتفضوا؟ ينتابهم الخوف من انتفاضه ستجعلهم ضحايا ضعف وخذلان الشرعية والتحالف، وأهم ما في هذا الخذلان هو فقدان السيادة والإرادة الوطنية لصالح أجندات من خارج حدود وطنية الأرض والإنسان اليمني، كثير من الأسئلة التي تذبذب وتحبط روح الانتفاضة الشعبية في هذا المناطق، تتطلب من الشرعية أن تقدم تطمينات لتدفع بهذه الروح لتنتفض شعبياً وهي على ثقة أنها ستنال أحلامها وتطلعاتها في الدولة التي تلبي احتياجاتها الدولة الوطنية دولة المواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية. هل قادرة الشرعية أن تقدم نموذجا يلبي هذه الاحتياجات، نموذج على الأرض المحررة يدفع بالناس لانتفاضة شعبية في مناطق سلطة الانقلاب تغنيها عن مزيد من الدماء للتخلص من هذا الانقلاب العفن، هذا النموذج لازال غير متاح اليوم لا في الجنوب ولا في الشمال، مع فارق بين مارب وعدن. هذا النموذج يتطلب أولا تواجد الرئيس والحكومة على الأرض، يديرون المعركة السياسية قبل العسكرية، المعركة الاقتصادية والفكرية، في تقديم نموذج للدولة ومخرجات الحوار، يقدمون نموذجاً وطنياً واضح المعالم، وسيادة مصانة وإرادة حرة، يقدمون مثالاً صادقاً وقوياً أنهم أقوى من كل التحديات واصلب من كل المؤامرات، يقدمون للناس أن التحالف ما هو إلا داعم فقط، داعم وفق شروط ومتطلبات الشرعية، الخروج عن ما هو متفق عليه مرفوض جملة وتفصيلاً، إن الشرعية من القوة بحيث توقف أي مهازل تضر بالسيادة وارادة الشرعية التي يفترض أن تكون هي إرادة الناس. نضع خطاً تحت "أن تكون إرادة الناس"، أن تلبي تطلعاتهم وقناعاتهم وأحلامهم في مخرجات الحوار والدولة الاتحادية المنشودة.. الناس اليوم فقدت الثقة بالشرعية والتحالف وكافرة بالانقلاب، وهذا ما يوحد الصف الشعبي لثورة تطيح بهم جميعاً وتنتصر لمشروع وطن وسيادة وإرادة أمة هي اليوم تستباح.. الشعب اليمني أقوى من كل التحديات ولديه من الصبر ما يمكنه تحمل أعباء الخذلان، مؤقتا عسى أن يصلح السياسيون حالهم، أن تستعيد الشرعية رشدها، ويصحو التحالف من غرور وعنجهية أجنداته التي لا تخدم مصالح البلد الوطنية وتضر بسيادته وإرادته ووحدته.. شعب إذا انتفض لا تستطيع أي قوة أن توقفه عن حده، ستمتد انتفاضته لتصل لعمق التحالف، حينها لن ينفع الندم، عندما يقلب الشعب اليمني الطاولة الخليجية على رؤوس أصحابها، ويطارد أدواتهم في أحراش أرضه المباركة من المهرة لحرض ومن صعدة لعدن، مرورا بسقطرى وميون وكل أرض يمنية تاريخ وحضارة وإرث، والله على ما أقول شهيد.
أحمد ناصر حميدان
الثورة التي تقاوم وتسحق المعوقات 1227