يستخدم الكثير من الناس وصف قبيلي لمعنى يكرس الطبقية والعنصرية، على اعتبار أن الناس عندهم درجات، فهذا سيد وذاك قاضي وآخر خضيري وجزار وقشام وحلاق. ولكن دعونا نعود للوراء لنعرف من أين أتانا هذا التقسيم العنصري؟ والناس كلهم لآدم وآدم من تراب!؟ كان هذا التقسيم بين الناس مبنياً على الأخلاق والصفات الحميدة، فكل شخص أو أسرة تشتهر بالكرم والجود والشهامة والمرؤة والبعد عن الخنا ومنكر الأفعال وأطيب الصفات وحسن الأخلاق، فهو قبيلي أو هي أسرة شريفة، وكل من اشتهر بعكس بذلك فهو غير قبيلي أو لا ينتمي إلى الأشراف من الناس. أما التقسيم اليوم فهو تقسيم مناطقي أو قبلي أو طائفي، لا علاقة للأخلاق بت، فأنت قبيلي أو سيد مهما طغيت أو بغيت أو أفسدت في الأرض أو ارتكبت من الأفعال ما لا يقره شرع ولا عرف، و الآخر غير قبيلي ولو تحلّى بأروع الصفات وأحسن الأخلاق و نال أعلى الشهادات، فالقبيلي نظيف لا يدنسه فعل قبيح وغير القبيلي لا يطهره شيء.. فتجد شاباً صايع ضايع إذا تقدم لخطبة فتاة لا يتردد أهلها في الموافقة عليه بحجة انه ابن ناس " كيف ابن ناس؟؟ لو كان ابن ناس ما كان صايع ضايع.. والعجب العجاب أن تمارس العنصرية ضد أشخاص لمجرد أنهم يمتهنون الجزارة والحلاقة وبيع الخضرة.. فعلا إنها نكتة. والأعجب من ذلك أن يصدق بعض هؤلاء ذلك التقسيم فيتجاوزون كثيراً مما تعارف عليه الناس فيزيدون الطين بلة ويعمقون الفكرة.. كلام قبيلي: وفي النهاية لكم ذا القول من لسن شاعر قد شرب من بحار المر واملأ جراره لا يغرك نسب فالأصل لو كان فاتر با يدلك عليه فعله ويدي قراره
أحلام القبيلي
ابن ناس 1358