كان لقرار تأجيل الحسم الذي اتخذه التحالف نهاية 2015 لتحقيق بعض المصالح عواقب كبيرة على الوضع في اليمن والمنطقة، بل رفع من الكلفة والثمن المتوقع لاستعادة الدولة اليمنية وفتح الباب أمام مخاطر متزايدة أهمها: 1) زيادة اللاعبين الإقليميين والدوليين، حيث أصبح للبريطانيين صوت مستقل عن حلفاء السعودية كما أن تركيا وضعت القضية اليمنية في أولوياتها 2019، بينما روسيا بدأت تجس النبض وتعيد مد الجسور القديمة لقوى في الجنوب، وستصعد فرنسا وألمانيا وكندا من خطابها ضد التحالف! 2) أتاح التأجيل في الحسم لظهور جماعات مسلحة متعددة بعضها مدعوم من جهات إقليمية الهدف منها إرباك الوضع وربما مبرر للسيطرة على مناطق النفط مستقبلا! 3) إعطى للفوضى مكانا في سلطات الدولة المتوقع استعادتها ما يجعل بنيتها ضعيفة قابلة للسيطرة. 4) زيادة احتمال تكرار سيناريو لبنان والمحاصصة الطائفية. ماهي أسباب تأجيل الحسم: 1) تفكيك الكتل الصلبة اليمنية حتى تلك التي شاركت في الانقلاب وانضمت لقتاله لاحقا. 2) ضمان بقاء اليمن ضعيفاً والسيطرة المستقبلية على القرار في جمهورية مقلقة للملكيات في المنطقة ! 3) وجود فساد مشترك بين قيادات في التحالف العربي وقيادات الشرعية العسكرية والمدنية. 4) تلاعب دولي بالحرب في اليمن واستخدامها ورقة ضمن الصراع مع إيران. 5) محاولة تصفية الحسابات من بعض قوى التحالف مع ثورة الشباب وبعض التيارات السياسية الداعمة لها. هل نجح التحالف في تحقيق أهدافه مع ضمان هزيمة الحوثي المدعوم من إيران؟ إلى الآن لم يصل التحالف إلى نهاية الطريق مع زيادة فاعلية المخاطر المتوقعة. ما هي أهم السيناريوهات؟ 1) استعادة الدولة وهزيمة الحوثي يفترض على السعودية إعادة النظر في وضع التحالف في اليمن بالذات في بقاء الفوضى الإماراتية في الجنوب. 2) القبول بحل دولي يفرض محاصصة يضمن الأمن للخليج لكن تكون هناك سيطرة لإيران بشكل غير مباشر على اليمن. 3) الانسحاب منتصف الطريق وبذلك تتحول اليمن إلى منطقة فوضى وتكون إيران تحكم بشكل مباشر مناطق في الشمال وداعش والقاعدة مناطق في الجنوب. 4) تقاسم اليمن حسب النفوذ الدولي وعودة الاستعمار والإمامة!
عبد السلام محمد
حرب بلا أفق في اليمن 791