الجيش الوطني بقيادته العسكرية يخوض معركة البناء ولابد أن تتزامن مع الجاهزية وأن تكون مرتبطة باليقظة والحذر فالعدو الحوثي المدعوم من ايران يستخدم كل وسيلة ترفع من معنويات انصاره، وتعيد الأمل لجبهته المنهارة في كل موقع عسكري. المرض الحوثي الانقلابي مرض لا يعالج بالحوار لأنه لا يؤمن بالسلام وليس في قاموسه ترك السلاح لأنه يحمل مشروع طائفي متناقض مع التعايش والقبول بالآخر.. لذا فإن أمام الجيش الوطني وقيادته العسكرية مهام وطنية كبيرة تحتاج إلى مسؤولين كبار، ولديهم بعد استراتيجي في رسم خارطة المستقبل، كما أن لديهم من الاحتياطات والجاهزية ما يفشل مخططات العدو ويحافظ على سمعة ومكانة الجيش كما يحافظ على قيادته من كل المخاطر، والتغلب على كل المخاوف بحاجة إلى قرارات مدروسة وشجاعة وإقدام في اتخاذ القرار ومعاقبة المقصر لا تقل أهمية عن ملاحقة الجاني. على الجيش الوطني أن يخوض معركة التحرير ومعركة البناء والجاهزية في نفس الوقت، واليقظة الامنية لا تقل اهمية عن القبضة الحديدية من أجل حفظ الامن وحماية حاجز الهيبة من الكسر وخاصة في مرحلة الحرب فالوضع لا يحتمل مزيدا من الترهل والتساهل.. فالعدو الحوثي الايراني يشتغل على كل الأصعدة وهو يخوض حرباً ليست في صالحه لكنها معركة البقاء وعليه أن يخوضها حتى نهايته الحتمية. الحوثي وما صنعه في العند يريد أن يعيد الأمل لجبهته الداخلية المنهارة ويشد من أزر أنصاره الذين أصابهم العجز في معركة غير محسوبة العواقب وأيضاً يريد أن يقدم رسالة للخارج بأن لديه من الأوراق العسكرية ما يطغى على الأوراق السياسية. ومن خلال الاستقراء لما حدث فان الحوثي يحاول ان يفشل اتفاق السويد ويخلط اوراق المحادثات الموضوعة على طاولة الامم المتحدة ويصب زيت المناورة على أوراقها المهترئة،،وحبرها الباهت،، من أجل الضغط على الشرعية بمزيد من التنازل طمعا في السلام المزعوم. الحوثي يهدد بالطيران المسير لكي تستمر المسيرة في الدمار والخراب ويريد ان يجني مكاسب سياسية مقابل تحركاته العسكرية. وفي المقابل على الشرعية بقيادتها المدنية والعسكرية أن تقف على أرضية الوطن الصلبة فلديها من أوراق الكفاءات الوطنية والقدرات الميدانية والسياسية ما يكسر شوكة الانقلاب ويقطع رأس الأفعى الإيرانية وملاحقة أذنابها وكل أدواتها التالفة وأفكارها الطائفية المتطرفة، بهذا تستمر الحياة وتضع الحرب أوزارها.
عبدالله الظبياني
العند.. ومعركة الجاهزية والبناء 789