منذ بداية الحرب التي أشعلها الحوثي بجنونه وغطرسته بل وحماقته التي فاقت كل الحماقات والسفه والطيش عند كل الأمم والشعوب، أدرك اليمنيون أن الحوثي يسرق المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة للعوائل الفقيرة والمتضررة من طيش وتهور الحوثي وحروبه العبثية، حيث تعالت الأصوات من تلك اللحظة متهمة الحوثي بسرقة تلك المعونات وتوزيعها على أفراد سلالته العنصرية وبيع ما تبقى منها في الأسواق السوداء، التي يسيطر عليها الحوثي بشكل حصري بنفس الطريقة، التي يبيع فيها المشتقات النفطية والغاز المسال. الحقيقة أن العديد من منظمات المجتمع المدني في اليمن أصدرت تقارير مفزعة بخصوص سرقة الحوثي للمساعدات الإنسانية، وبنفس الطريقة صدرت تقارير صحفية كثيرة تتحدث بالتفصيل عن تلك السرقات وكيف يقوم الحوثي بالاستيلاء على المساعدات واستخدامها لمصالحه الشخصية ولمصالح سلالته العنصرية بطريقة مقززة تتنافى مع كل القيم الأخلاقية والمعاني الإنسانية، حيث أن تلك العملية الإجرامية المتوحشة كانت ومازالت تؤدي إلى حرمان الفقراء والمساكين والمشردين والمتضررين في المناطق التي استولى عليها الحوثي بقوة السلاح. الشكاوى المتكررة من سرقة الحوثي للمساعدات الإنسانية مع الأسف الشديد لم تجد آذاناً صاغية أو حتى مجر الالتفات إليها من قبل مسؤولي الأمم المتحدة، الذين كانوا يغضون الطرف عن عمليات السرقة الحوثية المنظمة للمساعدات الإنسانية، بل كان مسؤولو الأمم المتحدة يوفرون الغطاء اللازم للحوثي كي يمارس سرقته بأريحية كاملة وإلا كيف نفسر أو كيف نستطيع أن نتصور بقاء موظفي الأمم المتحدة مكتوفي الأيدي لمدة أربع سنوات. أخير وليس آخرا تحرك ضمير الأمم المتحدة تجاه السرقات الحوثية للمساعدات الإنسانية من خلال الرسالة التي بعث بها رئيس برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي إلى زعيم المليشيات اللصوصية والتي مفادها أنك أيها الحوثي تسرق 60% من المساعدات الإنسانية التي نقدمها للمحتاجين، حيث تؤكد الرسالة أن المعلومات بخصوص السرقة جاءت بناء على دراسة مسحية أجرتها المنظمة الدولية وليس بناء على شكوى من أي جهة أخرى، ومع ذلك فإن الرسالة تطالب الحوثي بالتوقف الفوري عن السرقات مالم فان المنظمة الدولية ستعلق نشاطها بشكل كامل. الغريب هو أن المنظمة الدولية لم تطلب من الحوثي إعادة السرقات التي مارسها خلال أربع سنوات والتي قد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، وإنما اكتفت بمطالبته بالتوقف عن سرقة المزيد من المساعدات حالياً ومستقبلاً. المدهش في الأمر أن المنظمة الدولية أبلغت الحوثي أنه إذا لم يكف عن سرقة المساعدات الإنسانية فإنها ستعاقب الفقراء والجائعين والمشردين بإيقاف المساعدات بشكل كامل دون الإشارة إلى أية إجراءات عقابية ضد الحوثي وهو أسلوب مثير للسخرية.
د. عبده البحش
سارق معونات بشهادة أممية 641