الإبداع هو الاختراع على غير مثال سابق أو هو أن تصنع شيئاً من اللاشيء أو أن تزيد على الشيء الموجود أي شيء، وبه تقام الحضارات وتقاس وبدونه يكون العلم عيباً ونقصاً, وبه تكون الأمية ميزة وصفة كمال، ولهذا نمتدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إمام المبدعين وسيد المتعلمين بالنبي الأمي وقد كان العديد من صناع الحياة وعظمائها أميين أو أنصاف متعلمين، أو لم يحصلوا على أي مؤهلات عالية. منهم على سبيل المثال.. لا الحصر: "جرهام بل" مخترع التلفون وإديسون صاحب الألف اختراع ووليم شكسبير المؤلف والممثل المسرحي وتوماس جيفرسون صاحب إعلان الاستقلال وغيرهم كثير. وقد ساد جيل الصحابة والتابعين بأميتهم العالم، ولبسنا بشهاداتنا أثواب الذل والعار ونسعى جاهدين للوصول إلى ربع ما وصلوا إليه من إنجاز وإبداع. مرض الشهادات: ومن أهم أسباب قصورنا الإبداعي: مرض الشهادات فنحن العرب معروفون دائماً" بالفشخرة والزنط "ومهتمون بتحسين المظهر دون العناية بالجوهر, ولهذا السبب نعرف الحكمة من اتجاه، معظم الشباب إلى حرق سنين عمرهم في مجالات ليس لها أي فائدة عملية. وهكذا تغرق البلدان العربية بمئات الآلاف من المتخرجين من الجامعات والكليات دون أن يكون الوطن بحاجة إلى ما تم حشوهم به طيلة سني الدراسة وإلى ما تلقوه أو نقلوه بالغش في الامتحانات إلى أوراق الإجابة كما قال الأستاذ/ محمد راوح. حدث ذلك لأن كل هؤلاء يدرسون ويتعلمون لا من أجل العلم والانجاز والإبداع , إنما من أجل الشهادة التي يعبدونها لذاتها عبادة فهي بالنسبة لهم فخر وعز ووظيفة يأكلون من ورائها لقمة عيش فأي إبداع نرجو من مثل هؤلاء بل إننا لن نُصلح بهم شيئاً فضلاً عن أن نبدع. جهل: والعلم يحتاج إلى تطبيق وإذا ظل الطالب دون أن يمارس أو يطبق ما تعلمه ولو لفترة، وجيزة يعتبر جاهلاً، لأن العلم في تقدم مستمر وفي بلداننا العربية يظل الخريج سنوات عديدة دون ممارسة أو تطبيق أو تعلم أو عمل سوى البحث عن وظيفة غير آبه بالبحث العلمي أو السعي والاجتهاد لتحصيل المزيد من العلوم أو حتى تطبيقها في حياته اليومية وكأنه قد عرف كل ما ينبغي أن يُعرف ويمشي على الأرض فرحاً و" يا أرض أنهدي ما عليك قدي" لأنه خريج جامعي أغلقوها: ولهذا يقترح الأستاذ/ محمد الشيباني إقفال الجامعات وتحويلها إلى معاهد فنية وورش عمل ومعامل تمنح المتخرجين منها على الأقل وسيلة رزق يقتاتون منها بعد التخرج بدلاً من "الصرمحة" في الشوارع والضياع ولنا في دول شرق وجنوب آسيا عبرة والتي تداركت الموقف في آخر لحظة وحولت مدارسها وجامعاتها إلى مراكز تدريب فني وتقني فاستوعبت ما تحتاجه وفتحت أبواب الهجرة للآخرين بعد أن أهلتهم في شتى العلوم وأصبحت اليوم تحويلات العمالة الآسيوية في أوروبا تدر ملايين الدولارات على بلدانها، الأمر الذي خلق نهضة صناعية سمع العالم كله بها.
أحلام القبيلي
إبداع 1137