لو كان الأمر ينتهي عند الموت لاسترحنا كثيراً، ولكن بعد الموت بعث، وبعد البعث حساب، وفي الحساب سؤال، والسؤال بين يدي ملك الملوك وجبار السماوات والأرض. ستسأل أيها الإعلامي، ستسأل أيها الصحفي، ستسأل أيها السياسي، ستسأل أيها الشيخ، أيها العالم، أيها الداعية سيسأل الله تعالى الراعي والرعية.. فهل أعددنا للسؤال جوابا؟ ورحم الله الفضيل بن عياض إذ لقيه رجل فسأله الفضيل عن عمره فقال الرجل: عمري ستون سنة... قال الفضيل: إذاً أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله، يوشك أن تصل. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الفضيل: هل عرفت معناها؟ قال: نعم، عرفت أني لله عبد، وأني إلى الله راجع.. فقال الفضيل: يا أخي! إن من عرف أنه لله عبد وأنه إلى الله راجع، عرف أنه موقوف بين يديه، ومن عرف أنه موقوف، عرف أنه مسئول، ومن عرف أنه مسئول، فَلْيُعِدَّ للسؤال جواباً.. فبكى الرجل وقال: يا فضيل! وما الحيلة؟ قال الفضيل: يسيرة.. قال: ما هي يرحمك الله؟ قال: أن تتقي الله فيما بقي، يغفر الله لك ما قد مضى وما قد بقي. كيف المصير: كل ليلة آوي فيها إلى فراشي أنظر من نافذة غرفتي إلى المدينة في ظلمة ليل تشق صمته أصوات الرصاص والمدافع وأقول في نفسي: ليت شعري من سيموت منا هذه الليلة؟ أو يوم غداً في هذه الأحداث التي حصدت أرواح الكثير من أبناء الوطن الغالي؟ وما هي النية التي سنموت عليها؟ فالشهادة ليست أمراً سهلاً وليس كل من مات شهيداً لأن النية هي التي تحدد ذلك والنية لا يعلمها إلا الله تعالى وهل نحن مستعدون للقاء الله تعالى؟ اللهم ارزقنا ميتة حسنة تحيي بها قلوب الغافلين وتثبت بها قلوب المتقين تغفر بها ذنوبنا وتستر بها عيوبنا وترفع بها درجاتنا اااامين اللهم آمين.
أحلام القبيلي
ماذا بعد الموت؟ 1183