(رفقاً بالقوارير) أتدرون من هو قائل هذه العبارة؟ ولمن قيلت ؟ وما المناسبة؟ إنه سيد البشرية- صلى الله عليه وسلم- الذي يتهمه البعض باحتقار المرأة وامتهانها والحط من مكانتها وصفهن بالقوارير، وهم يعاملونهن كما يعاملون الجمادات أو الحيوانات، وفي أحسن الأحوال يتخذونها مطية ووسيلة ولوحة دعائية تحت شعار حقوق المرأة، ومساواتها بالرجل وتحريرها ولكن تعالوا وانظروا كيف كان يعامل زوجاته وبناته ونساء المؤمنين، ولا ادري لماذا يترك البعض كل تلك المواقف والصور الرائعة التي لم ولن تنكر في تاريخ البشرية في التعامل مع المرأة، ولا يعون ولا يفهمون ولا يتوقفون إلا عند حديث واحد " النساء ناقصات عقل ودين". وهذا الصنف من الرجال يجعل من هذا الحديث سيفاً ذو حدين يطعنون به الرسول صلى الله عليه وسلم ويطعنون به المرأة، رغم أن الحديث ومعناه واضح لمن يريد أن يفهم، فهي ناقصة عقل لأنها تحتاج إلى العاطفة أكثر، ولو كان عقلها اكبر من عاطفتها ما صبرت عليك أيها الرجل وأنت لا تستحق أن تحيا معك يوماً واحداً ولو كان عقلها اكبر من عاطفتها ما تحملت الأم الحمل والولادة مرات عديدة من اجل أن تكحل عينيها بطفل يملأ حياتها، وما تحملت عناء وشقاء وتعب تربية الأطفال التي لا يتحملها الرجل ساعة واحدة وهي ناقصة دين لأنها تترك الصلاة أياماً لحكمة ربانية، وهي ليست مؤاخذة ولا معاقبة على ذلك، بينما بعضكم بلا دين لأنه لا يصلي طوال الشهر دون عذر شرعي. وإذا قال آخر: لو كان النبي لم يقصد ما قال عن النساء لآتى بقول آخر ونحن نعلم انه قد أوتي جوامع الكلم، يعني كان يستطيع أن يقول المرأة عاطفتها اكبر من عقلها؟ نقول له: لعل الله تعالى قد جعله يتحدث بهذه الصيغة ليكون قوله اختباراً للمؤمنين فيتبين المرجفون والمشككون ومن في قلوبهم مرض ثم أيها الداعي إلى تحرير المرأة إذا تعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم مع فعله فيما يخص النساء، فأيهما يقدم الفعل أم القول؟ أكذوبة اسمها تحرير المرأة: وهناك وعلى سبيل المثال من بين أدبائنا المثقفين من أصدعت أسماعنا كلماتهم الرنانة عن حقوق المرأة ومناداتهم بتحرير المرأة إلى حد المناداة بمساواتها بالرجل.. فإذا نظرنا إلى أحوالهم الاجتماعية نجد المرأة في مجتمعاتهم محرومة من أبسط الحقوق التي قد تتمتع بها المرأة الريفية البسيطة وإلى أمثال هؤلاء نقول: - هلاّ أريتمونا ما يثبت اقتناعكم بمعتنقاتكم الأدبية؟ - وأين نساؤكم؟ أين أخواتكم؟ أين بناتكم من هذا الكم الهائل من دعوى التحرر؟ ويذكرني هذا بكاتب كان قد ملأ الدنيا ضجيجاً عن إبداع الفنانة الراحلة سعاد حسني فلما قلت له: إن كنت صادقاً فاصنع لنا من أختك أو ابنتك سعاد حسني أخرى. أستشاط غضباً.. رغم أني لم أكن اقصد السخرية أبداً.. أنا عن نفسي أحترم صاحب المبدأ الذي يؤمن بما يدعو إليه ولا يخجل من العمل به حتى وإن كان المبدأ الذي يؤمن به خاطئاً.. ما دام قد صدق قوله عمله فهذا يعني أنه إنسان صادق فيما يدعو إليه. ولأن أرى رجلاً يتغزل في إبداع الراقصات وهو متزوج براقصة أفضل من سماعي لمن يطالب بحقوق المرأة في الوقت الذي قد لا تتعدى نظرته إليها كونها جارية.. - وإن لم تكونوا قد آمنتم بعد بما تدعون إليه هلّ أسمعتمونا صمتكم؟ بل ومما يزيد الطين بلة ذهاب أمثال هؤلاء في بعض المجتمعات العربية إلى المطالبة للمرأة بحقوق هي في ذاتها تعد نوعاً من أنواع الترف " كقيادة السيارة مثلاً " في الوقت الذي يحرمونها من أبسط حقوقها السياسية.. بدءاً من حقها في الانتخابات وانتهاءً بتقلدها لأبسط منصب سياسي. بل أنهم في حقيقة الحال لا يحترمون المرأة أصلاً ويحرصون على حصرها في أعمال معينة فقط وإن حظيت من الحرية عندهم بشيء فلن تحظى إلا بما تجود به " فُتات موائدهم " وما عافت عنه أنفسهم. بغض النظر عن نظرتهم الشوهاء للمرأة التي تبحث عن حقوقها. يدعونها إلى الظهور والمشاركة في المجتمع فإذا ما خرجت نظروا إليها نظرة شك وريبة وكأنها ما خرجت إلا لغرض مشبوه ! فهل يعني ذلك أنكم دعاة للرذيلة ؟!! لوحة دعائية لمنتج وهمي فيا معشر المثقفين من أمة رسول الله هل كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق بأفعاله وأقواله إذا نادى بحقوق المرأة ترجم تلك الأقوال إلى أفعال فلم يكن يخجل من ذكر اسم امرأة " سواء كانت زوجته أو من نساء الصحابة " ولم يرَ عيباً من دعوة المرأة إلى المشاركة السياسية في الرأي والكلمة أو حتى المشاركة في ميادين الجهاد بما يتناسب مع فطرتها وخلقتها كالتمريض والعناية بالمصابين. عكس هؤلاء الذين باتوا بأقوالهم المخالفة لأفعالهم كمن يحمل لوحة بل " أضخم لوحة دعائية لمنتج وهمي " وصلوا على النور الذي عرج به إلى السماء
أحلام القبيلي
النبي الكريم والقوارير 1 1116