ربما سيضل هذا التاريخ تحديدا مخلدا في ذاكرة اليمنيين كيوم سيء من ايام الغدر الإمامية الكهنوتية التي تلطخت بدماء أبرز الشركاء الرئيسيين الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح, رغم كل التنازلات التي قدمها وكذلك الخدمات التي أوصلتهم إلى أعلى مكان في هرم الدولة اليمنية والتخلص من جميع الخصوم. لقد ارتكبوا جريمة بشعة كبشاعة مشروعهم السلالي المقيت لقد عملوا بكل جهد حثيث لإرسال رسالة قاسية جدا مفادها انه لا يمكن التعايش معنا حتى وان تمت خدمتنا وإنارة الطريق لنا للسيطرة على الدولة ومؤسساتها الرسمية وكل ما يتعلق بالمعارضين ومواقعهم ومقراتهم. في يوم الرابع من ديسمبر من العام 2017 غدر الحوثيون بأقرب حليف لهم وهو من أعانهم وفتح لهم كافة المواقع وابلغ مسؤلية باستقبالهم وهذه حقيقه مره للأسف لا ينكرها الا جبان جاحد مع أن الهدف الذي كان يسعى إليه صالح محاولة القضاء على خصومه الذين ثاروا عليه في ثورة الحادي عشر من فبراير والتي أطاحت به لكن المفارقة أن الرجل الذي حكم اليمن ل 33 سنه ضل ممسكا بزمام الجيش حتى بعد خروجه من السلطة كون الرئيس هادي حينها شخص ضعيف ولم يسيطر على الجيش بدليل أن الحوثيون هاجموا الرئيس إلى وسط منزله وقتل عدد من أفراد حراسته ولم تستجب أي قوة للدفاع عنه. استطاع الرئيس صالح تحقيق هدف كان يسعى إليه في القضاء على خصومه وترك الحوثيين يشردون بهم في كل مكان وحينما تدخلت عاصفة الحزم انتبه صالح حينها لأمر مخطط وهو ما أثار غضبه وسعى لتقوية تحالفه مع الحوثيين نكاية في السعودية التي يراها الحوثيون العدو الأول, لكن كل ذلك لم يشفع للرئيس صالح من رصاصات الغدر التي دأبت عليها جماعة الحوثيين في مواجهة الحلفاء قبل الخصوم. حاول الرئيس صالح بشتى الطرق والوسائل وأد أي خلاف ينشب بينه وبين الحوثيين وكان في كل خطاباته يشمت في السعودية والتحالف ويثني على الحوثيين ورغم ذلك الا انه لم يشفع له من رصاصاتهم الغادرة. قبل مقتل صالح بثلاثة أشهر قتل الحوثيون أحد مدراء مكتب نجله أحمد في جولة المصباحي وكان برفقة نجل صالح صلاح حينما استوقفتهم نقطة تابعة للحوثيين وتحدث عنها صالح بعد الحادثة انه تم تقديم كافة الوثائق للنقطة لكن الطرف الحوثي هو من تعمد إشعال الشرارة وكانت بداية لمسرح نهاية صالح ضل الحوثيون يفتعلون به مثل هذه الممارسات حتى يوم مقتله. قبل مقتل صالح بنحو أربعة أيام كانت لدى الحوثيين مناسبة المولد النبوي والتي تعمدوا إقامتها في معقل صالح في ميدان السبعين وحول مسجده الصالح وبعد الفعالية بدأ التراشق واعتلى الحوثيون منارات المسجد واستهدفوا الحراسة في شكل المتربص بعدها اتجه الحوثيون نحو منازل اقارب صالح والضباط القريبين منه لتفجير الوضع وحينها لم يستطع صالح البقاء كما لم يستطع أي يمني أن يتم مهاجمته في بيته تدخلت الوساطات لكن لم يتم الاستجابة لاي منها وسار الوضع نحو الاقتتال اربعة ايام متوالية من الاول من ديسمبر حتى الرابع من ديسمبر وفي عصر ذلك اليوم أصدر الحوثيون بيانا شديدا يعلنون فيه القضاء على عصابه ما أسموها الغدر والخيانة وبثو فيديو للرجل مقتولا وملفوفا في بطانية حمراء ويحمله مجموعه يهتفون حالفين أن دم سيدهم حسين لم يذهب هدرا. قتل الحوثيون صالح في مشهد غدر متكامل الأركان بيد أن المفارقة العجيبة التي ظهرت هي ثبات الرجل ومقاومته حتى آخر قطرة من دمه لم يفر ولم يغادر وكان ذلك عبارة عن وسام شرف كتبه التاريخ في صفحاته الناصعة بينما كان بإمكانه الفرار والعيش عيش الملوك بثروته وأملاكه التي كانت بحوزته وأقاربه لكن موقف الشرف والبطولة الذي رسمه في اخر حياته فرض علينا جميعا أن نحترمه كونه مات واقفا بشرف وكون القتلة توسمت بالشرف لأنها جاءت على يد مغول اليمن الإماميون الحوثيون الذين دمروا كل جميل في اليمن ولم يسلم منهم أحد. بعد مقتل صالح اعتقل الحوثيون الكثير من أقاربه رغم أن عائلة صالح لم تكن مشاركة في اي عمل سياسي باستثناء بعض الشخصيات التي كانت في الخارج اما الذين كانوا في الداخل فقد حيدهم صالح عن الميدان السياسي ولم يذكر لهم أي حضور. تاريخ من الغدر مارسته هذه الجماعة الفاشية التي لم تحترم أحد وكان آخر ضحاياها أقرب المقربين الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمه الله .. والسلام
عمر أحمد عبدالله
4ديسمبر ذكرى شرف لصالح وذكرى غدر للحوثيين.. 954